في واحدة من أشد الإدانات التي صدرت عن مسؤول أوروبي تجاه إسرائيل، قالت تيريزا ريبيرا، نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، إن ما يتعرض له المدنيون في قطاع غزة يشبه إلى حد كبير الإبادة الجماعية.
في مقابلة مع صحيفة بوليتيكو أوضحت ريبيرا أن ما نشهده هو استهداف مباشر لسكان محددين يُقتلون ويُتركون ليموتوا جوعاً، شعب محاصر بلا مأوى، تُدمّر منازله، ويُمنع من الحصول على الغذاء والماء والدواء، ويتعرض للقصف حتى أثناء محاولته الوصول إلى المساعدات الإنسانية. لا إنسانية حاضرة، ولا يُسمح بوجود شهود عيان
وأضافت أن ما يجري إذا لم يكن إبادة جماعية بمعناها القانوني الكامل فهو على الأقل يشبه التعريف المعتمد لها بشكل كبير
رغم هذه التصريحات القوية لم تتبنَّ المفوضية الأوروبية رسمياً توصيف الإبادة الجماعية لما يحدث في غزة. وتواصل إسرائيل نفيها لهذه الاتهامات مؤكدة أن ما يجري هو حرب دفاعية ضد حركة حماس، وتتهم الأخيرة باستخدام المدنيين دروعاً بشرية
لكن مواقف أوروبية عديدة بدأت بالتشدد خلال الأسابيع الماضية، مدفوعة بتقارير عن تصاعد المجاعة واستهداف نقاط توزيع الغذاء وتهديدات متكررة من الحكومة الإسرائيلية بالتصعيد العسكري
ريبيرا عبّرت عن إحباطها من غياب الإجراءات العملية من جانب الاتحاد الأوروبي للضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع، مشيرة إلى أن دولاً مثل ألمانيا وإيطاليا عارضت حتى المقترحات الرمزية مثل تعليق التعاون البحثي
ودعت ريبيرا إلى إعادة النظر في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، التي تشكل الإطار القانوني للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين
واقترحت أن يتم اتخاذ قرارات حاسمة مثل تعليق الاتفاقية أو فرض تدابير أخرى من خلال السماح للأعضاء المعارضين بالامتناع عن التصويت بدلاً من عرقلة القرار بالكامل
وأوضحت أن فرض عقوبات على إسرائيل يتطلب إجماعاً داخل الاتحاد، لكن إذا مضى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خططه للسيطرة الكاملة على غزة فإن على المجتمع الدولي أن يستخدم الوسائل المتاحة للضغط والرد
وشددت ريبيرا على أن ما قيل وفُعل من قبل السلطات الإسرائيلية يتجاوز بكثير حدود القانون الدولي، وأن الصمت أو الجمود السياسي في هذه المرحلة لا يؤدي فقط إلى تعميق معاناة الفلسطينيين بل يهدد أيضاً القيم التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي
وأكدت أن اعتراف دول مثل إسبانيا بدولة فلسطين هو خطوة مهمة لكنها غير كافية، وأن الحل الحقيقي يتطلب تدخلًا دوليًا عميقًا وطويل الأمد
واختتمت ريبيرا حديثها بالقول إن أوروبا يجب أن تثبت أنها ليست مجرد مجموعة من المؤسسات، بل مشروع سياسي وأخلاقي يمتلك الشجاعة للتحرك عندما تكون حياة البشر على المحك