أعلنت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” عن خطط طموحة لبناء قرية بشرية مكتملة على سطح القمر بحلول عام 2035، ضمن إطار رؤيتها لتأسيس حياة مستدامة خارج كوكب الأرض.
جاء هذا الإعلان على لسان شون دافي، القائم بأعمال مدير “ناسا”، خلال مشاركته في جلسة رفيعة المستوى ضمن مؤتمر الطيران الدولي (IAC)، المنعقد في سيدني، أستراليا، بين 29 سبتمبر و3 أكتوبر الجاري.
وفي تصريحاته التي نقلتها صحيفة ديلي ميل البريطانية، قال دافي:
“نحن لا نسعى فقط لبناء محطة على سطح القمر، بل نهدف إلى إنشاء قرية كاملة يمكن الحفاظ على حياة بشرية فيها.”
وأوضح دافي أن مشروع “ناسا” يسير في اتجاه تحقيق وجود بشري دائم على سطح القمر، عبر بنية تحتية تعتمد على مصادر الطاقة النووية، ومواد بناء من موارد القمر نفسه، لتقليل الحاجة إلى نقل المواد من الأرض.
نحو المريخ أيضاً
لم تتوقف خطط “ناسا” عند القمر، بل أشار دافي إلى أن الوكالة تستعد لخطوات نوعية نحو استكشاف المريخ، قائلاً:
“سنحقق قفزات كبيرة نحو الكوكب الأحمر، ونعتقد أن الولايات المتحدة ستكون أول من يصل إليه.”
المهمات القادمة
من المقرر أن تطلق “ناسا” مهمة “أرتميس-2” في فبراير المقبل، حيث ستُرسل أربعة رواد فضاء في أول رحلة مأهولة إلى محيط القمر منذ أكثر من 50 عاماً.
أما مهمة “أرتميس-3″، فستتم بحلول منتصف 2027، وتتضمن إنزال رائدين على سطح القمر بالقرب من القطب الجنوبي في مهمة تمتد لسبعة أيام.
الهدف من هذه المهمات هو جمع بيانات جيولوجية مفصلة ودراسة الظروف المناخية والبيئية في تلك المنطقة، تحضيراً لبناء قاعدة قمرية دائمة.
مستقبل ما بعد الأرض
تنسجم هذه الخطط مع موضوع المؤتمر الدولي “الفضاء المستدام: أرض مرنة”، حيث تتجه الأنظار نحو استدامة الوجود البشري في الفضاء، في ظل التحديات البيئية المتصاعدة على كوكب الأرض.
بذلك، يبدو أن “ناسا” تقترب أكثر فأكثر من تحويل الخيال العلمي إلى واقع، بإقامة أول “قرية قمرية” في تاريخ البشرية.