صورة تعبيرية

كشفت بعثة PUNCH التابعة لناسا عن صور غير مسبوقة لانبعاثات كتلية إكليلية (CME) تنطلق من الشمس بسرعة تصل إلى 4 ملايين ميل في الساعة. هذه الصور، التي عُرضت لأول مرة خلال الاجتماع الـ246 للجمعية الفلكية الأمريكية، تقدم رؤية جديدة مذهلة للعواصف الشمسية العملاقة التي تؤثر مباشرة على الأرض.

يقود فريق البحث العالم كريغ دي فورست من معهد ساوثويست للأبحاث، واصفًا الصور بأنها “مشهد لم يسبق للبشر رؤيته”. توضح الصور بجلاء ظاهرة هالة الانبعاثات الكتلية الإكليلية (halo CME)، حيث تحيط العاصفة الشمسية بالشمس كالهالة قبل أن تنطلق عبر النظام الشمسي باتجاه كوكبنا. وتُعد هذه الصور استثنائية بفضل قدرتها على تتبع العواصف الشمسية حتى مسافة ساعتين فقط قبل اصطدامها بالمجال المغناطيسي للأرض، وهو تقدم غير مسبوق في مراقبة الطقس الفضائي.

تنتج هذه الانبعاثات الهائلة عن تشابك وانفصال خطوط المجال المغناطيسي للشمس، وتحمل معها مليارات الأطنان من البلازما المشحونة. بينما تولد هذه العواصف ظاهرة الشفق القطبي الرائعة، فإنها تشكل خطرًا على التكنولوجيا الحديثة، حيث قد تعطل أنظمة الاتصالات، تتلف الأقمار الصناعية، وتعرض رواد الفضاء لمستويات عالية من الإشعاع.

تُعتبر بعثة PUNCH نقلة نوعية في فهم الطقس الفضائي، إذ تتألف من أربعة أقمار صناعية صغيرة تعمل معًا لرصد الشمس من زوايا متعددة، مما يمكّن العلماء من دراسة الانبعاثات الشمسية بأبعاد ثلاثية لأول مرة. رغم أن الأقمار لم تصل بعد إلى مواقعها النهائية، إلا أن البيانات الأولية مشجعة للغاية، ويتوقع دي فورست أن تتحسن دقة الصور بعد الانتهاء من المعايرة خلال الصيف.

يأتي هذا الاكتشاف في وقت حرج مع ذروة نشاط الشمس ضمن دورتها الـ11 عامًا، ومع تزايد اعتماد البشرية على التكنولوجيا الحساسة لتقلبات الطقس الفضائي، تكتسب المهمة أهمية بالغة في تطوير أنظمة إنذار مبكر أكثر دقة لحماية البنية التحتية الحيوية على الأرض وفي الفضاء.

https://twitter.com/NASA360/status/1932889422397161840

البحث