في مقابلة مثيرة مع شبكة ABC الأميركية، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إمكانية استهداف المرشد الإيراني علي خامنئي، معتبرًا أن القضاء عليه قد يُسرّع من إنهاء الحرب الدائرة ويُعيد رسم مستقبل الشرق الأوسط.
وقال نتنياهو إن إيران تمثل “العقبة الأساسية” أمام قيام شرق أوسط أكثر استقرارًا سياسيًا واقتصاديًا، مطالبًا الديمقراطيات الغربية بتفهّم دوافع العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد طهران. وأشار بشكل غير مباشر إلى أن فرصة لاغتيال خامنئي كانت متاحة مؤخرًا لكن لم تُستغل، ما اعتُبر رسالة ضمنية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي سياق متصل، أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذه ضربة جوية استهدفت مركز اتصالات قرب مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، بزعم استخدامه لأغراض عسكرية، ما أدى إلى تدمير جزئي للمبنى، قبل أن يُستأنف البث من موقع بديل.
من واشنطن، نقل مراسل “سكاي نيوز عربية” عن تسريبات أن ترامب رفض التوقيع على بيان قمة مجموعة السبع بسبب تضمّنه دعوة لخفض التصعيد مع إيران، ما يُفهم على أنه دعم أميركي ضمني لمواصلة الضغط العسكري على طهران.
وفي المقابل، نقلت وكالات دولية منها “رويترز” و”وول ستريت جورنال” أن إيران طلبت وساطة قطر والسعودية وسلطنة عمان لوقف إطلاق النار مقابل مرونة في الملف النووي، إلا أن مصادر إسرائيلية نفت تلقي أي رسائل رسمية بهذا الشأن.
وقال ترامب، في تصريحات من كندا، إن إيران “لن تنتصر” في هذه الحرب، داعيًا إلى العودة للمفاوضات قبل فوات الأوان.
من جانبه، رأى الخبير الاستراتيجي مهند العزاوي أن التلميح إلى استهداف خامنئي يتماشى مع العقيدة الإسرائيلية في استهداف مراكز القيادة لحسم النزاعات سريعًا، محذرًا من أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد واسع النطاق، وقد تدفع إيران إلى خيارات أكثر خطورة، بما في ذلك احتمال تدخل أميركي مباشر أو لجوء إسرائيل لوسائل استراتيجية أكثر حدة.
من طهران، قلّل الخبير الإيراني حسين رويوران من أهمية تصريحات نتنياهو، واصفًا إياها بـ”الاستعراضية”، مؤكدًا أن إيران استعادت توازنها العسكري بسرعة بعد الضربات الأولى، وأسقطت طائرات إسرائيلية مسيّرة، بينما لا تزال الهجمات الصاروخية الإيرانية مستمرة.
أما بشأن التفاوض، فقد شدد رويوران على أن إيران ترفض إجراء محادثات تحت القصف، لكنها لا تمانع وساطة من موسكو أو بكين إن توفرت الظروف الملائمة.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بإمكان الولايات المتحدة وقف الحرب عبر مكالمة هاتفية واحدة، متهماً إسرائيل بإجهاض اتفاق نووي وشيك.
في الأثناء، يتصاعد القلق الدولي من اتساع رقعة الصراع، لا سيما مع تحركات عسكرية أميركية في المنطقة شملت حاملة طائرات وطائرات دعم لوجستي، وسط مخاوف من تدخّل أميركي مباشر في حال استمر التصعيد.
وبينما يواصل الجانبان تبادل الضربات، يرى مراقبون أن نافذة التهدئة تضيق، والرهان يبقى على قرار استراتيجي من القوى الكبرى يعيد الأزمة إلى مسار دبلوماسي لا تزال معالمه ضبابية.