اليمن

بينما تتخبّط مناطق كثيرة من اليمن في أزمات سياسية وأمنية خانقة، تشعّ حضرموت بنموذج مختلف، حيث شهدت مدينة المكلا انطلاق فعاليات موسم “نجم البلدة” 2025، المهرجان السنوي الذي يجمع بين ظاهرة طبيعية نادرة وتظاهرة ثقافية واجتماعية لافتة.

ويأتي المهرجان متزامنًا مع ظاهرة طبيعية فريدة تحدث في هذا الوقت من كل عام، حيث تنخفض حرارة مياه البحر بشكل مفاجئ رغم حرارة الصيف، ما يجعلها مثالية للسباحة والسياحة البحرية. واغتنمت المدينة هذه الظاهرة لتحوّلها إلى فرصة للاحتفال، فشهدت شوارعها وساحاتها أجواء فرح جمعت السكان والزوار من مختلف المحافظات وخارج اليمن.

وتنوعت فعاليات المهرجان بين عروض فنية، رقصات شعبية، ندوات ثقافية، سينما بلدية، دوري كرة قدم، وماراثون رياضي، بالإضافة إلى بازار للأسر المنتجة، ما جعله فعالية متكاملة تتجاوز الترفيه لتعزز الهوية الثقافية والاقتصاد المحلي.

ورأى مراقبون أن هذا النموذج من العمل المجتمعي المنظّم يُبرز قدرة حضرموت على تقديم تجربة استقرار محلي في ظل الانقسام الوطني العام، مشيرين إلى أهمية الإرادة المجتمعية والدعم التنموي في تحقيق مثل هذه النماذج الناجحة.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة صالح عبود العمقي: “إن موسم نجم البلدة هو رسالة سلام ووئام، تعكس الوجه المشرق لحضرموت، وتؤكد قدرة المجتمع على التمسّك بالحياة والتعايش رغم كل التحديات”.

اللافت هذا العام كان المشاركة الواسعة لـ هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي ساهمت بتنظيم قرية تراثية، فعاليات ترفيهية، عيادة طبية متنقلة، وأجنحة لدعم 65 أسرة منتجة. وقال المهندس حامد قوايا، مدير المشاريع في الهيئة: “نحن نؤمن بأن دعم الثقافة والعمل المجتمعي هو الطريق للاستقرار المستدام”.

ختامًا، في زمن الحرب، تصبح لحظات الفرح خيارًا شجاعًا، وتتحول المناسبات الثقافية إلى مواقف سياسية بامتياز. وهكذا، تؤكد حضرموت من خلال “نجم البلدة” أن الاستقرار لا يحتاج إلى معجزة… بل إلى وعي، وإرادة، وعمل جماعي منظم.

البحث