نفرتيتي

في قلب حضارة مصر القديمة، يظل اسم الملكة نفرتيتي لغزًا يحير المؤرخين، وجهها الجميل وقوتها السياسية جعلتها أسطورة لا تُنسى. رغم شراكتها الفعلية مع الفرعون إخناتون في الحكم والثورة الدينية، اختفت فجأة من السجلات بعد السنة الثانية عشرة من حكمه، تاركة وراءها تساؤلات حول مصيرها.

تعددت النظريات: بعض الباحثين يعتقدون أنها اعتزلت البلاط الملكي بعد وفاة إحدى بناتها، بينما يرى آخرون أنها فقدت مكانتها لعدم إنجاب وريث ذكر، وهناك من يرجح أنها استمرت في الحكم كحاكمة مشاركة أو حتى بعد وفاة زوجها.

ظل اسم نفرتيتي غائبًا قرونًا حتى اكتشف عالم الآثار الألماني لودفيج بورشاردت تمثالها النصفي عام 1912، الذي أصبح رمزًا للجمال المصري القديم، رغم الجدل حول نقله إلى ألمانيا.

نفرتيتي لم تكن مجرد زوجة للفرعون، بل شريكة حقيقية في الحكم، ظهرت في مشاهد وقعت عادة في نطاق الفراعنة فقط، مثل ضرب الأعداء أو حماية المومياء، مؤكدة مكانتها المساوية لإخناتون في السلطة.

ورغم غموض اختفائها، تظل تماثيلها ونقوشها شاهدة على عظمة هذه الملكة التي جمعت بين الجمال والحكمة والقوة السياسية، لتبقى نفرتيتي رمزًا خالدًا للسلطة النسائية في مصر القديمة، وموضوعًا يثير فضول الباحثين حتى اليوم.

البحث