ياسر نعمة

نعت نقابة محرري الصحافة اللبنانية الصحافي المخضرم والمناضل القومي ياسر محمود نعمة، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 91 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً غنياً من النضال الوطني والمهني والنقابي.

وفي بيان لها، قالت النقابة:
“بحزن بالغ وألم عميق، تنعى نقابة محرري الصحافة اللبنانية أحد أعضائها البارزين، ياسر نعمة، الذي كانت له بصمات واضحة في ساحات النضال الوطني والقومي والمطلبي، منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى آخر أيامه”.

ولد نعمة في مدينة صور عام 1934، وحاز دبلوم الصحافة من جامعة القاهرة عام 1954. بدأ مسيرته المهنية في صحف عدة منها “التلغراف”، “المصور”، “الكفاح العربي”، و”الأحد”، ثم تولى إدارة مجلة “الحرية” في الستينيات. وكان من المؤسسين البارزين لصحيفة “السفير” إلى جانب الصحافي طلال سلمان، عام 1973، ولعب دوراً أساسياً في صعودها وتفردها الصحافي حتى لحظة إقفالها.

لم يقتصر حضوره على الصحافة، بل كان من المؤسسين الفاعلين في منظمة العمل الشيوعي وحركة القوميين العرب، وارتبط بعلاقات وثيقة مع شخصيات عربية بارزة، مثل الرئيس جمال عبد الناصر، وقيادات المقاومة الفلسطينية نايف حواتمة وجورج حبش، وكان من أشد المدافعين عن القضايا العربية، ولا سيما القضية الفلسطينية.

أما نضاله النقابي، فقد كان لا يقل حماسةً وتأثيراً. شغل رئاسة اتحاد عمال الطباعة والنشر، وانتُخب في المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام، وكان من أبرز من نظّموا تظاهرة 1987 التي جمعت أكثر من 300 ألف لبناني في العاصمة بيروت. واعتُقل مرتين بسبب مواقفه الجريئة، الأولى عام 1958، والثانية عام 1997 لمعارضته السياسات الاقتصادية السائدة حينها.

في نعيه، قال نقيب المحررين جوزف القصيفي:
“رحل ياسر نعمة مرفوع الرأس، محمّلاً بتاريخ من النضال والمواقف النبيلة. كان صديقاً صادقاً لا يخشى المواجهة، مهما بلغت كلفتها، وفياً لمبادئه، نزيهاً في تعامله، حريصاً على دعم الضعفاء والمهمّشين. جمع بين الكبرياء والتواضع، وكان صوته عالياً في وجه الظلم، دون أن ينزلق إلى التبجح أو الطعن”.

وأضاف:
“كان من الداعمين الأوفياء للنقابة، وشجّع نجله الزميل عمار نعمة على انتسابها. ومع غيابه، تطوى صفحة رجل لم يكن تفصيلاً في الحياة اللبنانية، بل اسماً صلباً في الصحافة والنقابة والقضية. نفتقده، لكننا لن ننساه”.

وختم بالقول:
“وداعاً ياسر، يا من عدت إلى صور كما تعود النسور إلى أعشاشها، والأسود إلى عرينها. ستبقى في الذاكرة والوجدان، وفي صفحات الشرف الصحافي والنقابي”.

البحث