سيدة مصابة بالخرف

كشفت دراسة حديثة، نشرتها مجلة تايم الأميركية، أن اعتماد نمط حياة صحي قد يساعد في تأخير التدهور الإدراكي المرتبط بالتقدم في العمر، بل ويُسهم في الوقاية من الخرف، خصوصاً لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به.

وشملت الدراسة أكثر من 2100 شخص من كبار السن، تتراوح أعمارهم بين 60 و79 عاماً، لم تظهر عليهم علامات واضحة للتدهور المعرفي أو الخرف، لكنهم كانوا يُصنفون ضمن الفئات المعرضة للخطر، إما لأسباب وراثية، أو بسبب أنماط حياتهم، مثل قلة الحركة أو النظام الغذائي السيئ، أو وجود تاريخ عائلي لمشاكل في الذاكرة.

تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين خضعتا لبرنامجين مختلفين يتعلقان بأسلوب الحياة، واستمرت الدراسة لمدة عامين.
المجموعة الأولى اتبعت برنامجاً صحياً منظماً، تضمن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، الحصول على قسط كافٍ من النوم، حضور جلسات لتدريب الدماغ عبر الإنترنت، الحفاظ على النشاط الاجتماعي، إجراء فحوصات طبية دورية، وتناول التوت الأزرق المدعوم بمكافأة مالية شهرية، نظراً لغناه بمضادات الأكسدة المرتبطة بصحة الدماغ.

أما المجموعة الثانية، فقد حصلت فقط على معلومات عامة حول تحسين صحة الدماغ، مع منحهم بطاقات هدايا مرنة لاستخدامها بحرية، بهدف التشجيع على تغيير سلوكياتهم الصحية بشكل طوعي وأقل تنظيماً.

وفي نهاية المدة، أظهرت النتائج تحسناً عاماً في الوظائف الإدراكية لدى المجموعتين، لكن التحسن كان ملحوظاً بشكل أكبر لدى أفراد البرنامج المنظّم، ما يؤكد أهمية الالتزام المنتظم بالعادات الصحية وتأثيرها الإيجابي على صحة الدماغ.

من جهتها، قالت فيليز جونز، إحدى المشاركات في الدراسة، إنها شعرت بتحول جذري في أسلوب حياتها بعد أن كان الإهمال وضغط العمل يُبعدها عن الاهتمام بصحتها. وأضافت: «نقطة التحول كانت عندما قال لي ابني إنه لا يتوقع أن يكون مقدّم رعاية لي في هذه المرحلة من حياته. أدركت أن عليّ أن أغيّر حياتي».

ورغم التحديات، أشارت جونز إلى أن التغييرات الصحية طُبقت تدريجياً، مما جعل الالتزام بها ممكناً. «بدأنا بعشر دقائق من الرياضة يومياً، ثم زدناها. الدعم الجماعي والتشجيع ساهما في استمرارنا».

وأكد الباحثون أن التدهور الإدراكي ليس بالضرورة مصيراً محتوماً مع التقدم في السن، بل يمكن تقليل مخاطره عبر تبني عادات يومية بسيطة لكنها فعالة، مثل النشاط البدني، والنظام الغذائي الصحي، والنوم الجيد، والتواصل الاجتماعي المستمر.

وتُشكل هذه النتائج بارقة أمل للملايين حول العالم، وتعيد التأكيد على أن الوقاية تبدأ من أسلوب الحياة اليومي.

البحث