في خطوة تكشف عن مدى تغلغل الرقابة الرقمية في الحياة اليومية بكوريا الشمالية، كشفت تقارير إعلامية عن هاتف ذكي تم تهريبه من البلاد، مزوّد بتقنيات خفية تُستخدم لتعزيز الدعاية الرسمية ومراقبة المستخدمين بدقة.
الهاتف، الذي يبدو من الخارج كأي جهاز أندرويد حديث، يخضع لتعديلات عميقة تصبّ في مصلحة السلطة. فإلى جانب تصميمه العصري الذي يشمل شاشة منحنية وكاميرا أمامية مدمجة، يتميز بخصائص رقابية لافتة، منها التقاط شاشة تلقائي كل خمس دقائق، وتخزين الصور في مجلد سري غير قابل للوصول، في مؤشر واضح على تتبّع النشاط الرقمي.
ومن أبرز سماته أيضاً، تعديل تلقائي للمفردات بما يتماشى مع خطاب الدولة. فمثلاً، تُستبدل عبارة “كوريا الجنوبية” بـ”الدولة الدمية”، وكلمة “أوبا” الشعبية بـ”رفيق”، مما يعكس محاولة النظام فرض لغته وأيديولوجيته حتى في تفاصيل الحياة اليومية.
وتظهر على الشاشة تحذيرات لغوية توجه المستخدمين إلى الالتزام بالمصطلحات “المقبولة رسمياً”، في ما يبدو أشبه بوصاية لغوية مستمرة.
الهاتف يعمل بنظام أندرويد معدل، ويعتمد على مكونات إلكترونية من الصين وتايوان، مع سعة تخزين داخلية تصل إلى 128 غيغابايت وذاكرة عشوائية تتراوح بين 2 و4 غيغابايت.
وبحسب الخبير مارتن ويليامز من مركز “ستيمسون” في واشنطن، فإن هذه الأجهزة باتت “أداة مباشرة لنشر الفكر الرسمي”، في ظل استخدام التكنولوجيا الحديثة لتكريس المراقبة والتحكم بالفكر والسلوك.
رغم أناقة التصميم، تبقى الوظيفة الأساسية لهذا الهاتف قائمة على تعزيز الرقابة الداخلية ومحاصرة أي محاولة للوصول إلى محتوى خارجي، في بلد تُخنق فيه الحريات الرقمية كما السياسية.