لا شك أن فوز لويس هاميلتون بلقبه الثامن في بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات بالزي الأحمر لفريق فيراري وهو في الأربعين من عمره ستكون قصة درامية مثيرة قادمة مباشرة من هوليوود التي من المقرر أن يُعرض فيلمها بطولة براد بيت على شاشات السينما في حزيران / يونيو المقبل.
وأشعل السائق البريطاني، الذي شارك في إنتاج الفيلم الذي أخرجه جوزيف كوسينسكي والذي اشتهر بإخراجه لفيلم “توب جن: مافريك”، حماس الجماهير في سعيه لجلب اللقب إلى مارانيلو لأول مرة منذ عام 2008.
وستكون الجولة الافتتاحية للموسم يوم الأحد المقبل في ملبورن أول سباق لهاميلتون مع الفريق الإيطالي العريق بعد فوزه بسبعة ألقاب مع مكلارين ومرسيدس، وقد وصل مستوى الإثارة بالفعل إلى حد غير مسبوق.
وقطع أحد المشجعين شجرة ليتمكن من رؤية الفائز في 105 سباقات بشكل أفضل أثناء قيادته لأول مرة على حلبة فيورانو الخاصة باختبارات سيارات فيراري.
وجذب منشور على موقع “إنستغرام” في أول يوم له في المصنع، يظهر فيه هاميلتون وهو يقف مرتدياً بدلة سوداء أنيقة ومعطفاً بجوار سيارة فيراري إف 40، 5.7 مليون إعجاب من 39 مليون متابع.
“يا إلهي، سيكون ملك الملوك”، هذا ما قاله بطل العالم عام 1978 ماريو أندريتي لمجلة تايم عندما سُئل عن فرصة نجاح السائق البريطاني في ما يبدو للبعض مهمة غير متوقعة.
وظهر هاميلتون على الغلاف الأيقوني ذو الإطار الأحمر للمجلة، وهو يقف عاري الصدر مرتدياً بدلة بيضاء وفي الخلفية حصان أسود يقف على قدميه الخلفيتين فقط.
وقال للمجلة: “الرجل العجوز هو حالة ذهنية وعقلية”، وذلك في إشارة إلى قيام بيت (61 عاماً) ببطولة الفيلم الذي يلعب فيه دور سائق في الأربعينيات من عمره. وأضاف هاميلتون: “بالطبع، جسدك يتقدم في العمر. لكنني لن أصبح رجلاً عجوزا أبداً”.
وتمت كتابة سيناريو هذه القصة الجديدة لكن من الممكن بسهولة تمزيقه وإعادة صياغته.
مهمة صعبة
ستكون مهمة الفوز باللقب الذي شعر بأنه سُرق منه عندما أدى التغيير المثير للجدل في إجراءات سيارة الأمان في وقت متأخر من سباق جائزة أبوظبي الكبرى عام 2021 إلى منح ماكس فرستابن سائق رد بُل لقبه الأول، صعبة مثل أي مهمة واجهها هاميلتون.
وسيرغب زميله في الفريق شارل لوكلير، الذي يرعاه فيراري منذ بدايته والفائز بثمانية سباقات ويقود سيارة الفريق منذ 2019 وكان سريعاً للغاية خلال لفة واحدة، في الحصول على فرصته إذا كانت السيارة تملك القدرة على الفوز باللقب.
ويدخل فريق مكلارين، حامل لقب بطولة الصانعين وسائقه لاندو نوريس مواطن هاميلتون ووصيف فرستابن الموسم الماضي بأربعة انتصارات، الموسم باعتباره المرشح الأوفر حظاً للاحتفاظ بلقبه.
ويُعد الأسترالي أوسكار بياستري، زميل نوريس في الفريق، منافساً آخر في ما يمكن أن يكون أحد أكثر المواسم تنافسية على الإطلاق، فضلاً عن كونه الموسم الأخير قبل تغييرات القواعد الرئيسية وبداية عصر المحرك الجديد عام 2026.
ويتوقع البعض فوز أكثر من سبعة سائقين مختلفين بالسباقات وأكثر من الفرق الأربعة التي استأثرت بالانتصارات العام الماضي، مع استعداد بعض الفرق لإنهاء التطوير مبكراً والتركيز على العام المقبل.
ثم هناك فرستابن، الذي سيصبح أباً قريبا للمرة الأولى ويسعى للانضمام إلى أسطورة فيراري وبطل العالم سبع مرات مايكل شوماخر باعتباره السائق الثاني فقط الذي يفوز بخمسة ألقاب متتالية.
وقال بيرني إيكلستون مالك الحقوق التجارية السابق لبطولة العالم لرويترز: “إذا كانت السيارة قادرة على الفوز فسينجز المهمة”.
ويملك فرستابن، الذي تصدر البطولة لأكثر من 1000 يوم منذ أيار / مايو 2022، زميلاً جديداً في الفريق هو النيوزيلندي ليام لاوسون الذي تمت ترقيته بعد 11 سباقاً من فريق راسينغ بولز التابع لرد بُل ليحل محل المكسيكي سيرجيو بيريز الذي لم يقدم أداءً جيداً الموسم الماضي.
ويعتبر لاوسون الأكثر خبرة بين ستة سائقين جدد يبدأون الموسم للمرة الأولى، مع حصول الفرنسي إسحاق حجار على المقعد الشاغر في راسينغ بولز.
ويقود البريطاني أوليفر بيرمان سيارة فريق هاس بينما انضم بطل فورمولا 2 البرازيلي غابرييل بورتوليتو لفريق ساوبر والأسترالي جاك دوهان في فريق ألبين، والإيطالي أندريا كيمي أنتونيلي في مرسيدس بدلاً من هاميلتون.
وسيكون أداء السائق الشاب (18 عاماً) إلى جانب جورج راسل بمثابة قصة أخرى للموسم، وكذلك تأثير نجم مصممي السيارات أدريان نيوي في أستون مارتن منذ انتقاله من رد بُل.
ولأول مرة منذ عام 1989 لن يكون هناك سائق فنلندي بين قائمة السائقين، إذ أصبح فالتيري بوتاس الآن سائقاً احتياطياً في مرسيدس لكن بورتوليتو ضمن للبرازيل وجود سائق دائم لأول مرة منذ اعتزال فيليبي ماسا عام 2017.