شنت أوكرانيا هجومًا جويًا واسع النطاق على الأراضي الروسية ليل الاثنين-الثلاثاء، مستخدمة عشرات الطائرات المسيّرة، واستهدفت بشكل خاص العاصمة موسكو. وقد أدى هذا الهجوم إلى تعليق العمل مؤقتًا في حوالي عشرة مطارات روسية، وذلك قبل ثلاثة أيام من احتفال الكرملين بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية.
يأتي هذا التصعيد قبل أيام قليلة من استضافة موسكو لعرض عسكري ضخم يوم الجمعة، بحضور الرئيس فلاديمير بوتين ونحو عشرين زعيمًا أجنبيًا.
وأعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين أن الدفاعات الجوية الروسية اعترضت 19 طائرة مسيّرة في سماء العاصمة، مشيرًا إلى سقوط حطام في شارع رئيسي جنوب موسكو دون ورود أنباء عن وقوع إصابات. وقد نشرت وسائل إعلام روسية صورًا تظهر واجهة سوبر ماركت متصدعة وواجهة مبنى سكني متفحمة.
وعقب الهجوم، فرضت أربعة مطارات في موسكو – شيريميتيفو، ودوموديدوفو، وفنوكوفو، وجوكوفسكي – قيودًا مؤقتة على عملياتها خلال الليل، مع إغلاق بعضها مدارجها بشكل مؤقت، حسبما أفادت وكالة الطيران المدني الروسية “روزافياتسيا”. وأضافت الوكالة أن الهجوم الأوكراني تسبب أيضًا في تعليق العمل مؤقتًا في مطارات روسية أخرى، بما في ذلك مطارات في العديد من المدن الكبرى الواقعة على نهر الفولغا مثل نيجني نوفغورود وسامارا وساراتوف وفولغوغراد. وتُعد فولغوغراد (ستالينغراد سابقًا)، مسرحًا لأكثر المعارك دموية في التاريخ وشهدت هزيمة الجيش النازي السادس في عامي 1942 و1943، وتعتبر معركتها نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية.
وأعلنت سلطات منطقة فورونيج (جنوب) أن الدفاعات الجوية اعترضت 18 طائرة مسيّرة أوكرانية، بينما أعلنت سلطات منطقة بينزا الجنوبية أيضًا أن الدفاعات الروسية اعترضت 10 طائرات مسيّرة أوكرانية. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع قتلى أو جرحى نتيجة لهذا الهجوم.
وفي كورسك، أدى هجوم أوكراني إلى إصابة مراهقين (14 و17 عامًا) وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي، وفقًا لما أعلنه حاكم المنطقة الروسية الحدودية.
في المقابل، أسفرت غارة جوية روسية بطائرة بدون طيار عن مقتل شخص واحد في منطقة أوديسا، حسبما أفاد حاكم المنطقة.
وكانت روسيا قد اقترحت وقفًا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، من 8 إلى 10 مايو، بمناسبة الاحتفال بالانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. ولم توضح أوكرانيا بعد ما إذا كانت تعتزم الالتزام بهذه الهدنة التي أعلنها الرئيس بوتين أم لا.