قصف روسي سابق على كييف (رويترز)

شهدت العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الجمعة، انفجارات جديدة أعقبت هجوماً روسياً وُصف بـ”الهائل” استُخدمت فيه طائرات مسيّرة وصواريخ، فيما دوّت صفارات الإنذار محذرة من غارات جوية، بحسب صحيفة “أوبشيستفينويه نوفوستي” المحلية

وأفادت الصحيفة بأن “المنطقة الحمراء” شملت عدداً من المقاطعات الأوكرانية الأخرى، من بينها دنيبروبتروفسك وكييف وأوديسا وسومي وخاركوف وتشيرنيغوف، في ظل اتساع نطاق الهجمات.

وشنّت القوات الروسية هجوماً واسعاً بالطائرات المسيّرة والصواريخ على كييف، ما أسفر عن سقوط ضحايا واستهداف مبانٍ سكنية وحدوث انفجارات واندلاع حرائق، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت أكثر من 200 مسيّرة أوكرانية خلال ليلة الخميس/الجمعة.

وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن الصواريخ الروسية تستهدف كييف ومناطق أوكرانية أخرى. وقال رئيس الإدارة العسكرية للمدينة، تيمور تكاتشينكو، إن “الروس يقصفون مبانيَ سكنية، وهناك العديد من المباني المرتفعة التي تضررت في مختلف أنحاء كييف”.

وسمع مراسلو وكالة “فرانس برس” دوي انفجارات قوية في وسط العاصمة، وشاهدوا تفعيل الدفاعات الجوية ضد ضربات المسيّرات والصواريخ. من جانبه، قال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، عبر تطبيق تليغرام، إن “قوات الدفاع الجوي تعمل في كييف”، متحدثاً عن “هجوم واسع النطاق على العاصمة”، وداعياً السكان إلى التوجه إلى الملاجئ.

وبحسب جهاز الطوارئ الأوكراني، قُتل شخص وأصيب ما لا يقل عن 15 آخرين في الهجوم، فيما تم إنقاذ “أكثر من 40 شخصاً” من مواقع الحرائق والدمار في أنحاء المدينة. وأوضح كليتشكو أن حرائق اندلعت في عدة أحياء، وأن فرق الإنقاذ استُدعيت إلى مواقع الاستهداف، مشيراً إلى أن من بين المصابين امرأة حامل ورجلاً في “حالة خطرة”.

كما أشار إلى تضرر أجزاء من شبكات التدفئة في منطقة ديسنيانسكي، ما أدى إلى انقطاع التدفئة مؤقتاً عن بعض المباني. وكرر عبر تليغرام: “الدفاعات الجوية تنشط في كييف، العدو يشن هجوماً كبيراً على العاصمة، ابقوا في الملاجئ”.

وأفاد كليتشكو بأن حطاماً متساقطاً أصاب مبنى سكنياً من خمسة طوابق في منطقة دنيبروفسكي، فيما اندلع حريق في مبنى شاهق بمنطقة بوديل، كما اندلع حريق آخر على سطح مبنى سكني مختلف، وسقطت أجزاء من الحطام على مدرسة في الجهة الشرقية للمدينة.

وأوضحت السلطات الأوكرانية أن الهجوم على العاصمة لا يزال مستمراً، وحثت السكان على البقاء في الملاجئ حتى رفع إنذار الغارات الجوية، محذّرة من احتمال انقطاع الكهرباء والمياه.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي دمّرت، خلال الليلة الماضية، 216 طائرة مسيّرة أوكرانية في أجواء إقليم كراسنودار وجمهورية القرم وعدة مقاطعات روسية، بينها ساراتوف وفولغوغراد وروستوف وبيلغورود وتامبوف وبريانسك وفورونيج ونيجني نوفغورود وأورينبورغ، إضافة إلى 59 مسيّرة فوق مياه البحر الأسود.

وفي سياق متصل، قالت مجموعة “ديلو”، المشغّلة لمحطة حاويات في ميناء نوفوروسيسك الروسي، إن حطام طائرة مسيّرة سقط على المحطة، ما أدى إلى اندلاع حريق تمت السيطرة عليه دون تسجيل إصابات، مؤكدة أن المحطة تواصل عملها بشكل طبيعي.

وفي منطقة كييف الأوسع، تسببت الضربات الروسية في أضرار بالبنية التحتية الحيوية والمنازل الخاصة، وأوقعت جرحى، وفق ما نقل عن رئيس الإدارة الإقليمية، ميكولا كالاشنيك.

ويأتي هذا التصعيد العسكري في وقت حذّر فيه مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، خلال الأسبوع الجاري، من ضرورة أن تواصل أوكرانيا جهود مكافحة الفساد، عقب فضيحة كبرى طالت كبار مسؤولي قطاع الطاقة النووية، مع تأكيدهم في الوقت نفسه استمرار تدفق المساعدات إلى كييف بينما تواصل التصدي للغزو الروسي.

البحث