أعلن الجيش الإسرائيلي عن هدنة جزئية في ثلاث مناطق بقطاع غزة، تشمل مدينة غزة، دير البلح، والمواصي، بهدف تسهيل دخول المساعدات الإنسانية وسط تصاعد الأزمة. وتبدأ هذه التهدئة المؤقتة يومياً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الثامنة مساءً، دون أن تشمل وقفاً شاملاً للقتال في باقي المناطق.
وأكد مسؤول إسرائيلي للقناة 14 أن الهدنة تقتصر على محاور إيصال المساعدات، مشيراً إلى أن المفاوضات مع حركة حماس ما زالت مستمرة، بينما أفاد مصدر فلسطيني بأن الحركة تدرس إمكانية وقف القتال خلال فترة التهدئة.
تزامناً، وصلت قافلة مساعدات إنسانية إلى معبر كرم أبو سالم، ضمن جهود مصرية شملت أكثر من 100 شاحنة تحمل 1200 طن من المواد الغذائية، بينها 840 طناً من الطحين و450 طناً من المواد التموينية المتنوعة.
في السياق نفسه، استُأنفت عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات فوق شمال غزة مساء السبت، وتشمل دفعات من الطحين والسكر والمعلبات مقدّمة من منظمات دولية. الجيش الإسرائيلي شدد على أن مسؤولية التوزيع تقع على عاتق الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية، محذّراً من وصولها إلى حماس.
ورغم هذه الجهود، أكد مراسل “العربية/الحدث” وفاة طفلة جوعاً في غزة صباح الأحد، في مشهد يلخص حجم المعاناة، فيما قُتل 38 شخصاً آخرون، بينهم 24 كانوا ينتظرون المساعدات منذ ساعات الفجر. وتم تفتيش الشحنات بدقة قبل إدخالها عبر أجهزة إلكترونية ويدوية في محاولة لمنع تسرب أي مواد تُعتبر خطراً أمنياً.
من جانبها، أشار مصادر لموقع “واللا” الإسرائيلي إلى أن الحكومة تفكر في منح حماس مهلة إضافية قبل اتخاذ قرارات تصعيدية، في ظل استعداد الجيش لعدة سيناريوهات عسكرية محتملة حال فشل التفاوض.
وسط هذه التطورات، تواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع، وارتفاع أعداد القتلى الذين سقطوا بسبب الجوع أو أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات.
تبقى الأوضاع في غزة مرهونة بنتائج التفاوض ومستوى الالتزام بالهدنة، بينما يستمر سكان القطاع في معاناة يومية تبحث عن بارقة أمل وسط الحصار والموت البطيء.