شهدت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو انخفاضاً ملحوظاً، يوم الأربعاء، مدفوعةً بحالة التفاؤل السائدة في الأسواق حيال استمرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، في ظل تركيز المستثمرين على البيانات الاقتصادية الكلية وخطط الإنفاق المالي في دول الاتحاد.
في هذا السياق، أقرّ مجلس الوزراء الألماني مشروع موازنة يتضمن استثمارات ضخمة لتعزيز الاقتصاد، في خطوة رأتها وكالة «رويترز» بمثابة دفعة قوية من برلين نحو دعم النمو في القارة.
من جهة أخرى، اجتمع قادة «الناتو» في لاهاي مع شركائهم الأوروبيين، وسط مساعٍ حثيثة لطمأنة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر تعهّدات جديدة برفع مستويات الإنفاق الدفاعي، وصولاً إلى نسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
على صعيد الأسواق، تراجعت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات – المؤشر المرجعي لسندات منطقة اليورو – نقطتيْ أساس لتستقر عند 2.52%. كما انخفضت العوائد على السندات الألمانية لأجل 30 عاماً بمقدار 1.5 نقطة أساس، بعد ارتفاع بـ5 نقاط في الجلسة السابقة.
وتوقّع محللون أن تساهم زيادة المعروض من السندات في المنطقة، بسبب الخطط التوسعية للإنفاق العام، في رفع العوائد طويلة الأجل مستقبلاً. في المقابل، قلّل وزير الاقتصاد الإسباني من أهمية تأثير رفض بلاده الالتزام بهدف الإنفاق الدفاعي، مؤكداً أن الاقتصاد الإسباني لن يتأثر سلباً.
في سياق متصل، قال بول دونوفان، كبير الاقتصاديين في “يو بي إس”، إن تركيز أوروبا يجب ألا يكون فقط على زيادة الإنفاق، بل على خفض التبعية العسكرية للولايات المتحدة.
أما في ملف الطاقة، فحافظت أسعار النفط على استقرارها قرب أدنى مستوياتها في أسابيع، مع تنفّس الأسواق الصعداء نتيجة التهدئة في الشرق الأوسط، ما خفّف المخاوف من تعطّل الإمدادات.
وأشار محللون إلى أن تصعيداً جديداً كان كفيلاً بإعادة إشعال أسعار الطاقة، ما كان سيقوّض التوقعات بانخفاض التضخم في كل من منطقة اليورو والولايات المتحدة، ويؤجل قرارات خفض الفائدة.
وسجل مؤشر توقعات التضخم طويلة الأجل في منطقة اليورو 2.12% يوم الثلاثاء، ارتفاعاً طفيفاً عن مستوى 2.08% المسجل في منتصف الشهر.
وفي إيطاليا، تراجعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 3.46%، بينما تقلصت الفجوة بينها وبين السندات الألمانية – كمؤشر لعلاوة المخاطر – بمقدار 5 نقاط لتبلغ 95 نقطة أساس، في دلالة على تحسّن شهية المخاطرة لدى المستثمرين.