سجّلت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية ارتفاعاً طفيفاً صباح الاثنين، مستفيدةً من تراجع أسعار النفط بعد مكاسبها الحادة، في ظل حالة من الحذر الشديد تسود أوساط المستثمرين بانتظار الرد الإيراني على الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما يُنذر بتصعيد جديد في التوترات الجيوسياسية.
بحسب بيانات “رويترز”، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» بنسبة 0.09%، و«ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.23%، فيما سجّل مؤشر «ناسداك 100» صعوداً بلغ 0.28%، وذلك بحلول الساعة 05:15 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وفي حين كانت أسعار النفط قد بلغت أعلى مستوياتها في خمسة أشهر بفعل المخاوف من احتمال إغلاق مضيق هرمز – الشريان الحيوي لنقل الطاقة عالمياً – استقر خام «برنت» عند حدود 77.06 دولار للبرميل عند الساعة 05:49 صباحاً بالتوقيت نفسه.
هذا التراجع الطفيف في أسعار الطاقة ساهم في تعزيز أسهم شركات النفط والدفاع، إذ ارتفعت أسهم «شيفرون» بنسبة 0.8%، و«إكسون موبيل» بـ1.1%. كما سجّلت شركات الصناعات الدفاعية مكاسب ملحوظة، مع صعود «لوكهيد مارتن» بنسبة 0.8%، و«آر تي إكس كوربوريشن» بـ0.9%، و«نورثروب غرومان» بـ1.2%.
وفي مذكرة تعليق على الأوضاع، قال ريتشارد هانتر، رئيس الأسواق في “إنتراكتيف إنفستور”: “الأسواق تسودها حالة من التوتر لا الذعر، بينما تتجه الأنظار نحو تطورات التصعيد في الشرق الأوسط”.
وتضاف هذه التوترات الجيوسياسية إلى تحديات تضخمية مستمرة، يغذيها تقلب أسعار الطاقة وتبعات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خصوصاً في ظل اقتراب انتهاء مهلة التهدئة التي امتدت لـ90 يوماً.
في السياق نفسه، شهدت أسهم «تسلا» ارتفاعاً بنسبة 1.6%، عقب إطلاق أول تجربة لسيارات الأجرة الذاتية القيادة في ولاية تكساس، حيث تم نقل ركّاب دون سائقين للمرة الأولى مقابل أجرة مدفوعة.
على الجهة المقابلة، تراجعت أسهم قطاع الطيران، مع تسجيل «دلتا»، و«ساوث ويست»، و«يونايتد»، و«أميركان إيرلاينز» خسائر راوحت بين 0.3% و0.8%.
يُذكر أن الأسواق كانت قد شهدت موجة صعود قوية الشهر الماضي دفعت المؤشرات إلى مستويات شبه قياسية، إلا أن التصعيد بين إيران وإسرائيل كبَحَ هذا الزخم، ولا يزال مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» منخفضاً بنحو 3% عن قمّته التاريخية.
وينتظر المستثمرون هذا الأسبوع مجموعة من البيانات الاقتصادية الهامة، تشمل أرقاماً أولية لمؤشر مديري المشتريات لشهر يونيو، وبيانات مبيعات المنازل القائمة لشهر مايو. كما يترقب المتابعون تصريحات لعدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، من بينهم كريستوفر والر، وأوستن غولسبي، وماري دالي، والتي قد توضح الاتجاه المقبل للسياسة النقدية.