تُظهر أدوية إنقاص الوزن من فئة GLP-1، مثل “أوزيمبيك” و”ويغوفي”، فعالية ملحوظة في مكافحة السمنة، لكنها في المقابل تثير جدلاً متزايدًا بين الخبراء بشأن آثارها الجانبية، خصوصًا فيما يتعلق بالخصوبة.
وفي هذا السياق، تشير أخصائية التغذية والصحة الإنجابية، آيلا بارمر، إلى مفارقة لافتة: فبينما يعاني بعض مستخدمي هذه الأدوية من مشاكل في الإنجاب، فإنها في حالات أخرى تساهم في تحسين الخصوبة، لا سيما لدى فئات معينة من النساء.
فعلى أحد الجوانب، تظهر البيانات أن نحو 15% من المستخدمين يواجهون اضطرابات في الخصوبة، مثل عدم انتظام الدورة الشهرية وتأخر التبويض لدى النساء، وتراجع جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال. ويُعزى ذلك في الغالب إلى النقص في العناصر الغذائية الأساسية كالبروتين، الحديد، الفولات، وفيتامين B12، نتيجة لفقدان الوزن السريع، ما يخلّ بالتوازن الهرموني الضروري للصحة التناسلية.
في المقابل، يرى الأطباء أن أدوية GLP-1 تحمل فوائد ملحوظة لبعض النساء، وخاصة المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS)، وهي حالة تُعد من الأسباب الشائعة للعقم. إذ تُظهر العديد من الحالات تحسنًا في انتظام الدورة الشهرية وزيادة فرص الحمل، وهو ما أطلق عليه البعض إعلاميًا “أطفال أوزيمبيك”، نسبة إلى تأثير الدواء في رفع فرص الإنجاب. ويُعزى ذلك إلى تحسن استجابة الجسم للأنسولين وتخفيف الالتهابات المزمنة، وهما عاملان يلعبان دورًا كبيرًا في تحسين الخصوبة.
وتوضح بارمر أن هذه الازدواجية في تأثير الدواء لا تمثل تناقضًا، بل تعكس طبيعة معقدة ومتعددة الأوجه لهذه العلاجات، التي قد تفيد بعض الحالات وتضر بأخرى، بحسب طريقة الاستخدام وظروف المريض الصحية.
وفي ضوء ذلك، قدمت بارمر مجموعة من التوصيات للأزواج الراغبين في الإنجاب أثناء استخدامهم لأدوية GLP-1:
عدم إيقاف الدواء بشكل مفاجئ، بل يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي متخصص.
اتباع نظام غذائي متوازن غني بالبروتينات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن الضرورية لدعم الخصوبة.
إجراء تحاليل دورية لمراقبة مستويات العناصر الغذائية المهمة في الجسم.
التوقف عن استخدام الدواء قبل 8 إلى 10 أسابيع من محاولة الحمل، لمنح الجسم الوقت الكافي لاستعادة توازنه الهرموني.
وتؤكد بارمر في ختام حديثها أن التخطيط للحمل أثناء استخدام أدوية GLP-1 يتطلب مقاربة شاملة تجمع بين الاستخدام الحذر للدواء، والنظام الغذائي السليم، والمتابعة الطبية المستمرة، مضيفة: “الجهاز التناسلي يحتاج إلى بيئة كيميائية متوازنة ومغذيات كافية ليعمل بكفاءة”.