دلافين

غالبًا ما تُصوَّر الدلافين في القصص والروايات كمنقذين لطففاء يهبّون لنجدة الغرقى، لكنّ علماء الأحياء البحرية يؤكدون أن الواقع قد يكون أكثر تعقيدًا وأقل “رومانسية” مما نعتقد.

بحسب تقرير نشرته “RT”، فإن سلوك الدلافين في دفع البشر نحو الشاطئ قد لا يكون بدافع إنقاذهم، بل نتيجة اعتقادها بأنهم يشكلون تهديدًا على فرائسها أثناء الصيد. إذ إن الدلافين تصطاد بشكل جماعي، وإن لاحظت وجود غريب في المياه – كبشري يغوص أو يسبح بالقرب منها – فقد تتصرف على نحو دفاعي لطرده خارج منطقة الصيد.

تُشير تجربة لغواص في البحر الأسود إلى هذا السلوك؛ إذ اقترب من قطيع دلافين أثناء الصيد، فما كان منها إلا أن بدأت بدفعه بقوة نحو السطح ومن ثم إلى الشاطئ، لتكمل بعدها صيدها وكأن شيئًا لم يكن. خرج الغواص من التجربة برضوض، لكن دون شك بحكاية استثنائية.

الدلافين كائنات فريدة ومبهرة في عالمها. فهي تستخدم أدوات طبيعية كالإسفنج لحماية مناقيرها خلال البحث عن الطعام في قاع البحر، وتتقن مهارات معقدة تكتسبها عبر التعلم من الأم إلى الصغار، في سلوك يصفه العلماء بأنه ثقافي نادر في عالم الحيوان. كما أنها تمتلك قدرة على التعرف على نفسها في المرآة، ولديها “صافرات” خاصة تُستخدم كأسماء فردية داخل القطيع.

كل هذه الصفات، من الذكاء والفضول والقدرة على التعلم والتواصل، تجعل من الدلافين أحد أكثر الكائنات إثارة للإعجاب في المحيطات. لكنها، ككل الحيوانات، تتصرف في النهاية وفق دوافع غريزية مرتبطة بالبقاء والصيد، حتى وإن بدت لنا منقذة في لحظة ما.

البحث