تنتشر شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن الإفراط في تناول البروتين يؤدي إلى عكارة البول، مما يشير إلى إرهاق الكلى. إلا أن خبراء الكلى والمسالك البولية يدحضون هذه المخاوف، مؤكدين أنها لا تستند إلى أساس علمي.
الدكتورة جينغيين يان، زميلة الأكاديمية الأمريكية لأمراض الكلى، أوضحت أن “البول العكر لا يعني وجود بروتين في البول. إنهما مفهومان مختلفان”. وتضيف أن عكارة البول الحقيقية عادةً ما تظهر كرغوة أو فقاعات، وغالبًا ما ترتبط بمرض السكري وأمراض الكلى. فالكلى تعمل كمرشح، وعندما تتلف بسبب أمراض مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، قد يتسرب البروتين. وعليه، فإن البروتين المستمر في البول هو علامة على أمراض الكلى، وليس سببًا لها.
عكارة البول: متى تقلق ومتى تطمئن؟
تشير الدكتورة ماري غارثويت إلى أن ظهور عكارة في البول من حين لآخر أمر طبيعي، وعادةً ما يزول مع زيادة الترطيب أو تغييرات طفيفة في النظام الغذائي. لكن إذا استمرت الحالة لعدة أيام، أو صاحبتها أعراض مثل الألم، رائحة كريهة، كثرة التبول، قوام رغوي، أو تورم في الساق والكاحل، فيجب استشارة الطبيب لإجراء تحليل بسيط للبول يكشف المشكلة.
البروتين والنظام الغذائي: الكمية والنوعية
بشكل عام، يعتبر تناول نظام غذائي غني بالبروتين آمنًا لمعظم البالغين الأصحاء ذوي وظائف الكلى الطبيعية. ومع ذلك، ينصح بتجنب الإفراط في البروتين إذا كنت تعاني من مشاكل في الكلى، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم تلف الكلى.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن نوع البروتين قد يكون بأهمية كميته. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2024 أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين من المصادر النباتية والمأكولات البحرية ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة. ومع ذلك، هناك حاجة لمزيد من البحث لتحديد الكمية المثالية وأفضل أنواع البروتين لضمان السلامة.
تُعرف ياسي أنصاري، اختصاصية التغذية المعتمدة، الكمية الزائدة من البروتين بأنها “أكثر من غرامين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا”. ورغم أن هذه الكمية تتجاوز التوصيات الحالية (0.8 غرام لكل كيلوغرام يوميًا للبالغين الأصحاء)، يتفق العديد من الخبراء على أن الأفراد النشطين وكبار السن قد يستفيدون من كمية أكبر للحفاظ على العضلات والقوة.
أخيرًا، تؤكد أنصاري على أهمية شرب ما لا يقل عن لترين من السوائل يوميًا وتناول كمية البروتين المناسبة لاحتياجاتك. كما يساعد تناول كميات كبيرة من الألياف والماء في تجنب مضاعفات أخرى مثل الإمساك وحصوات الكلى.