النودلز

تُعتبر المعكرونة الفورية أو «النودلز» وجبة سريعة التحضير ورخيصة التكلفة، وغالبًا ما تكون خيارًا مفضلًا للطلاب، والعاملين المشغولين، والعائلات، ولكل من يسعى لتقليل نفقاته الغذائية.

طرح موقع «كونفرسيشن» تساؤلًا حول مدى إمكانية تناول النودلز كوجبة يومية، وهل يمكن اعتمادها ضمن نظام غذائي منتظم؟

يتميز النودلز بسهولة تحضيره وتوفره في معظم الأسواق، بالإضافة إلى سعره الزهيد، إذ لا يحتاج إلى أكثر من دقائق معدودة ليصبح جاهزًا، كما يمنح شعورًا مؤقتًا بالشبع، فضلاً عن سهولة تخزينه وصلاحيته الطويلة.

لكن، ماذا تحتوي عبوة النودلز عادةً؟

تُصنع النودلز من دقيق القمح مع إضافات مثل محسّنات النكهة وبعض الخضراوات المجففة أو الثوم المقلي المقرمش. وتحتوي العبوة في المتوسط على نسبة عالية جدًا من الصوديوم، تتراوح بين 600 إلى 1500 ملغ، وهو ما يقارب أو يتجاوز الحد الأقصى اليومي الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية (أقل من 2000 ملغ يوميًا). والاستهلاك المستمر لكميات كبيرة من الصوديوم قد يشكل ضغطًا على القلب والكلى.

كما أن النودلز غالبًا ما تُصنع من القمح المكرر، وليس الحبوب الكاملة، لذلك تفتقر لمعظم الألياف الغذائية الضرورية لدعم صحة الجهاز الهضمي وتنظيم حركة الأمعاء.

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي النودلز على كمية منخفضة من البروتين، ما يعني أن الشعور بالشبع بعد تناولها يكون قصير الأمد، خصوصًا إذا لم تُضاف مصادر بروتينية مثل البيض أو اللحوم. كما أنها قليلة في الفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم ليعمل بشكل صحيح.

ما هي المخاطر الصحية لتناول النودلز يوميًا؟

تناول النودلز بين الحين والآخر لا يسبب أضرارًا، لكن الاعتماد عليها بشكل أساسي في النظام الغذائي قد يرفع من خطر مشاكل صحية على المدى الطويل. أظهرت دراسة كورية أن تناول النودلز أكثر من مرتين أسبوعيًا مرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، خاصة بين النساء، وهي حالة تجمع عدة عوامل تزيد من خطر أمراض القلب والسكري.

ويرتبط الاستهلاك العالي للصوديوم بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية. كما أن الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف تزيد من خطر مشاكل الأمعاء، والسكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان.

قلة تنوع الغذاء نتيجة الاعتماد المفرط على النودلز قد تؤدي أيضًا إلى نقص في العناصر الغذائية الهامة الموجودة في الخضراوات، والفواكه، والبقوليات، والحبوب الكاملة، ما يؤثر سلبًا على الصحة على المدى البعيد.

كيف يمكن تحسين وجبة النودلز وجعلها صحية أكثر مع الحفاظ على مذاقها؟

لا حاجة للتخلص من النودلز تمامًا، بل يمكن تحسينها بإضافات بسيطة مثل:

الخضراوات: إضافة البازلاء، السبانخ، البروكلي، الجزر، أو أي خضروات متوفرة لزيادة الألياف والفيتامينات.

البروتين: إضافة بيضة مسلوقة أو مقلية، فول الصويا الأخضر، دجاج مبشور، أو فاصوليا معلبة لتعزيز الشبع ودعم صحة العضلات والمناعة.

تقليل التوابل: استخدام نصف عبوة التوابل أو أقل، واستبدالها بمرق قليل الصوديوم، أو الثوم، أو الزنجبيل، أو الأعشاب الطبيعية، أو الفلفل الحار.

اختيار نوعية أفضل: تجربة النودلز المصنوعة من الحبوب الكاملة أو المجففة بالهواء، إذ تقدم بعض العلامات التجارية خيارات غنية بالألياف، كما يمكن اختيار النودلز المصنوعة من الأرز البني.

وفي النهاية، أجاب الموقع على سؤال «هل يجب التخلي عن النودلز؟» قائلاً: «لا، فكما معظم الأطعمة، يمكن دمج المعكرونة سريعة التحضير ضمن نظام غذائي صحي، لكن ليس كوجبة رئيسية يومية». فكر في جسمك كسيارة، والنودلز كالوقود الذي يمنحك طاقة مؤقتة لكنه غير كافٍ لتشغيل المحرك بسلاسة على المدى الطويل.

تحتل النودلز مكانة مهمة في حياتنا ومطابخنا المزدحمة، ومع بعض التعديلات البسيطة والإضافات الصحية، يمكنك الاستمتاع بوجبتك مع الحفاظ على توازن غذائي يضمن صحتك وراحتك.

البحث