يُعدّ فيتامين «د» من العناصر الأساسية لصحة العظام، وتعزيز الجهاز المناعي، ودعم قوة العضلات، بل وحتى تحسين الحالة المزاجية. ورغم أهميته، فإن كثيراً من البالغين لا يحصلون على كميات كافية منه عبر الغذاء وحده، ما يدفعهم إلى الاعتماد على المكمّلات الغذائية.
ومع شيوع استخدام هذه المكمّلات، يبرز تساؤل حول مدى أمان وفعالية تناول فيتامين «د» على المدى الطويل. ووفقاً لخبراء الصحة، فإن الاستهلاك اليومي لفيتامين «د» ضمن الجرعات الموصى بها يُعد آمناً لمعظم البالغين الأصحّاء، وقد يحقق فوائد ملحوظة، لا سيما لدى من يعانون نقصاً في مستوياته.
فوائد تناول فيتامين «د» على المدى الطويل:
1- تعزيز صحة العظام
يلعب فيتامين «د» دوراً محورياً في امتصاص الكالسيوم والحفاظ على كثافة العظام. ويساعد تناوله بانتظام، خاصة مع كمية كافية من الكالسيوم، في الحد من فقدان الكتلة العظمية وتقليل خطر الكسور، خصوصاً لدى كبار السن والنساء بعد سن اليأس والأشخاص قليلي التعرّض لأشعة الشمس.
2- دعم الجهاز المناعي
تشير دراسات إلى أن نقص فيتامين «د» يرتبط بزيادة قابلية الإصابة بالعدوى، لا سيما التهابات الجهاز التنفسي. ويساعد الحفاظ على مستويات مستقرة منه في دعم وظيفة مناعية متوازنة، وإن لم يكن علاجاً أو وقاية مضمونة من الأمراض.
3- تحسين قوة العضلات
يرتبط انخفاض فيتامين «د» بضعف العضلات وارتفاع خطر السقوط لدى كبار السن. وقد يساهم تصحيح هذا النقص من خلال المكمّلات في تحسين الأداء العضلي وتقليل احتمالات السقوط مع مرور الوقت.
4- دعم الصحة النفسية والمزاج
تزايد الاهتمام العلمي بدور فيتامين «د» في صحة الدماغ، حيث رُبط انخفاض مستوياته بحالات مزاجية مكتئبة. ورغم أن الأدلة لا تزال غير حاسمة بشأن تأثير المكمّلات المباشر، فإن الحفاظ على مستويات كافية منه يُعد مفيداً للصحة النفسية بشكل عام.
5- تقليل محتمل لمخاطر بعض الأمراض المزمنة
أظهرت أبحاث وجود علاقة بين نقص فيتامين «د» وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل هشاشة العظام والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب. ورغم أن المكمّلات لا تُعد علاجاً أو وسيلة وقاية مباشرة، فإن تصحيح النقص يساهم في دعم الصحة العامة والتمثيل الغذائي.
لماذا يُعتبر فيتامين «د» آمناً على المدى الطويل؟
يستطيع معظم البالغين تناول فيتامين «د» يومياً لفترات طويلة بأمان طالما كانت الجرعات ضمن التوصيات الطبية. وبما أنه من الفيتامينات الذائبة في الدهون، فإن الجسم يخزّنه، ما يجعل الإفراط المزمن في الجرعات العالية خطراً محتملاً، بينما تبقى الجرعات المعتدلة آمنة في الغالب.
ويشدد المختصون على ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدام جرعات مرتفعة، خاصة لدى المصابين بأمراض الكلى، أو من لديهم تاريخ مع حصى الكلى، أو يتناولون أدوية تؤثر في توازن الكالسيوم.
كما قد يفضّل بعض الأشخاص تناول فيتامين «د» بشكل موسمي، خصوصاً خلال فصل الشتاء، إلا أن استخدامه طوال العام يُعد آمناً بشكل عام عند الالتزام بالجرعات الموصى بها.