منذ بداياتها في القرن التاسع عشر كورشة لصناعة سروج الخيل ومستلزمات الفروسية للنخبة الأوروبية، حافظت هيرميس على علاقة وثيقة مع الطبيعة. هذه الجذور المترسخة في الأرض انعكست في اختيار الألوان التي باتت جزءًا لا يتجزأ من هوية الدار: درجات البني، والبيج، والبرتقالي. لم تكن هذه الألوان مجرد خيار جمالي، بل امتدادًا لعالم الفروسية الأرستقراطي، حيث تتلاقى العملية مع الرقي، والصلابة مع الأناقة.
الجلد… كائن حيّ يُروى بالألوان
لا تتعامل هيرميس مع الجلد كخامة جامدة، بل كعنصر حيّ له ملمس وتاريخ وروح. من هنا، تُختار الألوان بعناية لتُبرز تفاصيل الجلد لا لتخفيها؛ تُظهر نعومته وخشونته، وتسمح بتكوين “باتينا” — تلك الطبقة التي تتشكل بمرور الزمن، وتحكي قصة الاستخدام والذكريات. الألوان الترابية تمنح الجلد فرصة “للتنفس”، وتُبقي على صدقه.
الفخامة الصامتة: ترف لا يحتاج إلى ضجيج
تمثل هيرميس جوهر ما يُعرف اليوم بـ“الفخامة الصامتة”، وهي تلك الفخامة التي لا ترفع صوتها ولا تبحث عن بريق زائف، بل تُعلن عن نفسها بهدوء من خلال الصنعة، الجودة، والألوان الراقية. الألوان المستوحاة من الأرض تعبّر عن الثقة بالنفس والذوق العميق، وهي لا تخضع لموجات الموضة، بل تقف في وجه الزمن بثبات وأناقة.
الجلد الراقي… يعشق الألوان الدافئة
من تورو إلى كليمنس وبوكس، تختار هيرميس أرقى أنواع الجلود التي تتفاعل بأفضل شكل مع الألوان الترابية. هذه الخامات لا تحتاج إلى ألوان صاخبة لتلفت الأنظار، بل تُفضّل دفء الألوان التي تكشف عن طبقاتها وملمسها الحقيقي، وتعكس حرفية الصناعة بأدق تفاصيلها.
توقيع باريسي لا يغيب
كدار أزياء فرنسية، تُمثّل هيرميس الذوق الباريسي في أبسط صوره وأكثرها رقيًا. الألوان الترابية ليست مجرّد موضة عابرة، بل جزء من فلسفة تتجاوز الصيحات وتُكرّس الجمال الذي لا يشيخ. لهذا لا تغيب هذه الألوان عن حقائب “بيركين” و”كيلي”، ولا عن الأوشحة والملابس الجاهزة.
في النهاية، لا يمكن فصل الألوان الترابية عن جوهر هيرميس. إنها تعبير عن إرث عريق، احترام للمواد الطبيعية، وتمسك بجمال بسيط لا يتغيّر. فكل قطعة بلون رملي أو بني داكن لا تحكي فقط عن أناقة، بل تروي قصة تمتد من الإسطبلات الفرنسية إلى خزائن عشاق الفخامة الأصيلة حول العالم.








