ممارسة المشي

يسعى ملايين الأشخاص حول العالم إلى ممارسة رياضة المشي يومياً من أجل تعزيز صحتهم العامة، ويضع كثيرون منهم هدفًا مألوفًا نصب أعينهم: قطع 10 آلاف خطوة يومياً.
لكن دراسة جديدة من المملكة المتحدة تلفت الانتباه إلى أن وتيرة المشي قد تكون أكثر أهمية من عدد الخطوات ذاته.

فقد أجرى فريق بحثي دراسة موسعة شملت أكثر من 420 ألف شخص بالغ، وتابعهم على مدى 13 عامًا، للبحث في العلاقة بين سرعة المشي وخطر الإصابة باضطرابات القلب، مثل الرجفان الأذيني ومشاكل نظم القلب الأخرى.

تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات حسب سرعة مشيهم:

  • بطيئة (أقل من 4.8 كم/ساعة)
  • متوسطة (بين 4.8 و6.4 كم/ساعة)
  • سريعة (أكثر من 6.4 كم/ساعة)

وأظهرت النتائج أن أكثر من نصف المشاركين كانوا يمشون بوتيرة متوسطة، فيما اختار حوالي 40% المشي السريع، بينما لم تتجاوز نسبة من يمشون ببطء 6%.

خلال فترة الدراسة، تم تسجيل أكثر من 23 ألف حالة من الرجفان الأذيني، إلى جانب 19 ألف حالة من اضطرابات نظم القلب الأخرى، ونحو 5700 حالة من بطء في ضربات القلب.
وبعد تحليل البيانات ومراعاة عوامل أخرى مثل التدخين والحالة الصحية العامة، وجد الباحثون أن سرعة المشي ترتبط بشكل مباشر بانخفاض خطر الإصابة بهذه المشكلات القلبية.

وبحسب النتائج:

  • المشي بسرعة متوسطة قلل من خطر الإصابة بجميع اضطرابات نظم القلب بنسبة 35%.
  • المشي السريع خفّض الخطر بنسبة 43%.
  • بالنسبة للرجفان الأذيني، انخفض الخطر بنسبة 38% للمشي المتوسط و46% للمشي السريع.

ورغم أن الدراسة كانت رصدية، مما يعني أنها لا تثبت العلاقة السببية بشكل قاطع، لكنها تظل واحدة من أكبر الدراسات في هذا المجال، وتدعم الفكرة القائلة إن سرعة المشي تُعد مؤشراً مهماً لصحة القلب، ربما أكثر من مجرد عدد الخطوات.

وفي هذا السياق، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن قلة النشاط البدني تؤدي إلى حوالي مليوني وفاة سنويًا، وتُعد من أبرز أسباب الوفاة والعجز عالميًا.
كما تشير تقارير إلى ازدياد معدلات الوفيات المبكرة بسبب أمراض القلب، خاصة بين الشباب، في ظل تفشي نمط الحياة الخامل في المجتمعات الحديثة.

الرسالة واضحة: لا يكفي أن تمشي فقط، بل امشِ بسرعة… فقلبك سيشكرك على ذلك.

البحث