اقتربت الأسهم الأميركية، يوم الثلاثاء، من أعلى مستوياتها التاريخية، مدفوعة بحالة من التفاؤل في الأسواق العالمية بعد إعلان مؤقت عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، رغم انهيار الهدنة لاحقاً في صباح اليوم نفسه.
وسجّل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعاً بنسبة 0.9% في تعاملات الصباح، مواصلاً موجة المكاسب التي شهدتها الأسواق الأوروبية والآسيوية. وجاء هذا الصعود بعد تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن فيه عن «وقف شامل وكامل لإطلاق النار» بين تل أبيب وطهران، في خطوة هدّأت المخاوف مؤقتاً من اتساع رقعة الحرب.
واستعاد المؤشر بذلك نحو 1.1% من مستواه القياسي المسجّل في فبراير (شباط) الماضي، بعدما تكبّد خسائر قاربت 20% خلال فصل الربيع، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».
كما قفز مؤشر «داو جونز» الصناعي بـ352 نقطة (0.8%)، فيما صعد مؤشر «ناسداك» المركّب بنسبة 1.2%.
النفط يتراجع والأسواق تتنفس
في المقابل، سجّلت أسواق النفط أقوى تحركاتها، إذ تراجع سعر برميل الخام الأميركي بنسبة 4.4% ليبلغ 65.52 دولار، فيما هبط خام برنت بنسبة 5% إلى 66.96 دولار، بعد تلاشي مخاوف تأثر إمدادات الطاقة بالتصعيد العسكري.
وتراجعت الأسعار رغم استئناف الهجمات صباح الثلاثاء، حيث بدا أن الضربة الإيرانية التي وُصفت بالانتقامية لم تستهدف البنى التحتية النفطية، مما خفّف من قلق الأسواق.
الفيدرالي في موقع المراقبة
يساهم تراجع أسعار النفط في تخفيف الضغوط التضخمية، وهو ما قد يمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة أكبر لخفض أسعار الفائدة، الأمر الذي تفضّله «وول ستريت» نظراً لقدرته على تنشيط الاقتصاد وخفض كلفة الاقتراض.
لكن رغم مطالبات البيت الأبيض بمزيد من التخفيضات، يواصل رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول توخي الحذر، مجدداً التأكيد أمام الكونغرس على أن البنك المركزي «في وضع يسمح له بالانتظار ومراقبة التطورات قبل اتخاذ قرارات جديدة».
هذا التباين بين التصريحات الرسمية أوجد حالة من التقلّب في سوق السندات، حيث انخفض عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات من 4.34% إلى 4.30%، فيما تراجع عائد السندات لأجل سنتين من 3.84% إلى 3.82%.
مكاسب واسعة في الشركات المستهلكة للوقود
وحققت شركات تعتمد على الوقود مكاسب كبيرة، إذ قفز سهم شركة «كارنيفال» للرحلات البحرية بـ9.7% بعد إعلان نتائج فصلية قوية، كما ارتفعت أسهم شركات الطيران، ومنها «الخطوط الجوية النرويجية» (6.4%) و«يونايتد إيرلاينز» (2.2%) و«دلتا» (2.8%).
انعكاسات عالمية
وامتدت حالة التفاؤل إلى الأسواق العالمية، حيث سجّلت مؤشرات كبرى في أوروبا وآسيا ارتفاعات تجاوزت 1%. فقد ارتفع مؤشر هونغ كونغ بـ2.1%، ومؤشر كوريا الجنوبية بـ3%، بينما شهدت بورصات فرنسا وألمانيا صعوداً متزامناً، في ظل ترقّب عالمي لمسار التصعيد بين إسرائيل وإيران.