كشفت نور عبد الله، زوجة الناشط الفلسطيني محمود خليل، عن مشاعرها بعد اعتقاله المفاجئ من قبل السلطات الأميركية. فقد طرح محمود على زوجته سؤالًا قبل يومين من توقيفه حول ما يجب فعله إذا جاء موظفو الهجرة إلى منزلهما. وبالرغم من أن محمود يحمل إقامة دائمة قانونية في الولايات المتحدة، إلا أن نور لم تأخذ سؤاله على محمل الجد وأخبرته بأنه لا داعي للقلق.
لكن هذا القلق الذي عبّر عنه محمود تحول إلى حقيقة يوم السبت الماضي عندما تم اعتقاله من قبل موظفي وزارة الأمن الداخلي الأميركية وتقييده بالأصفاد في ردهة مبنى سكني في جامعة كولومبيا بنيويورك.
نور، التي كانت حاملًا في شهرها الثامن، عبرت عن أسفها لما حدث وقالت: “كنت ساذجة للغاية. لم أعتقد أن الأمر سيصل لهذا الحد”. وأكدت أنها كانت تعتقد أن محمود، بحكم وضعه القانوني، سيكون في أمان من الترحيل.
في جلسة المحكمة الأولى التي عُقدت في مانهاتن يوم الأربعاء الماضي، حضرته نور بينما كان محامو محمود يقدمون دفاعهم، مؤكدين أن اعتقاله جاء انتقامًا لمواقفه السياسية المؤيدة لقطاع غزة. وقد اعتبر المحامون أن هذا الاعتقال يعد انتهاكًا لحقه في حرية التعبير. وفي خطوة مهمة، أصدر القاضي قرارًا بمنع ترحيل محمود بينما يتم النظر في دستورية اعتقاله.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جانبه، صرح في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن محمود خليل “يدعم حماس”، رغم أنه لم يقدم أي أدلة تدعم هذه الادعاءات. كما أشار ترامب إلى أن وجود خليل في الولايات المتحدة “يتعارض مع المصالح الوطنية والسياسة الخارجية” للولايات المتحدة.
تم نقل محمود في وقت لاحق إلى سجن في ولاية لويزيانا، يبعد حوالي 2000 كيلومتر عن نيوجيرزي حيث كان محتجزًا سابقًا. وأكد ترامب أن اعتقال محمود يعد “الخطوة الأولى” في سلسلة من الاعتقالات التي قد تستهدف آخرين من الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل.
من جهتها، تأمل نور أن يتم الإفراج عن زوجها قبل أن تلتقي معه في نهاية أبريل بعد أن تضع مولودهما الأول. وتخشى أن يكون اللقاء الأول بينها وبين زوجها مع طفلهما من خلف الزجاج في السجن، وهو ما وصفته بأنه سيكون “مدمرًا للغاية”.