كشفت دراسة دولية حديثة، بقيادة جامعة ولاية ساو باولو في البرازيل، أن ممارسة تمارين التحمل بانتظام مثل الجري، وركوب الدراجات، والسباحة، والمشي لمسافات طويلة، تساهم في تقليل الالتهابات المزمنة لدى كبار السن وتعزز قوة جهازهم المناعي. ونُشرت هذه النتائج مؤخراً في دورية Scientific Reports.
تُعتبر الالتهابات المزمنة من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى تدهور الصحة مع التقدم في العمر، وترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والسرطان، حيث ينتج عنها نشاط مفرط للجهاز المناعي يسبب تلف الأنسجة وضعف مقاومة الجسم للعدوى.
تركزت الدراسة على نوع من خلايا الدم البيضاء يُطلق عليها «الخلايا الفتاكة الطبيعية» (NK cells)، التي تلعب دوراً أساسياً في الدفاع المناعي من خلال تدمير الخلايا المصابة أو السرطانية.
وأظهرت النتائج أن كبار السن الذين يمارسون تمارين التحمل بانتظام لأكثر من 20 عاماً يمتلكون جهازاً مناعياً أكثر فعالية مقارنة بمن لا يمارسون الرياضة، حيث تحسنت وظائف الخلايا الفتاكة الطبيعية لديهم بشكل واضح، مع قدرة أكبر على مهاجمة الخلايا الضارة واستجابة متوازنة للالتهابات.
كما بينت الدراسة أن هذه الخلايا المناعية لدى الرياضيين المسنين تتمتع بكفاءة أعلى في استخدام الطاقة، مما يجعلها أكثر قدرة على العمل لفترات أطول مع استهلاك أقل للطاقة، بالإضافة إلى استجابة التهابية متزنة مع انخفاض في مؤشرات الالتهاب وارتفاع العلامات المضادة له.
ولفتت الدراسة إلى أن خلايا الرياضيين حافظت على مرونتها حتى عند تعرضها لأدوية مثبطة للمسارات الحيوية مثل «بروبرانولول» و«رابامايسين»، في حين أظهرت خلايا غير المتمرنين علامات ضعف وفقدان وظيفي.
وأشار الباحثون إلى أن التمارين الرياضية المنتظمة تساهم في تدريب الجهاز المناعي ليصبح أكثر قدرة على التعامل مع الالتهابات، مما يفتح آفاقاً جديدة لأبحاث الشيخوخة والمناعة.
كما أكد الفريق أن النشاط البدني لا يعزز فقط صحة العضلات والقلب، بل يساهم أيضاً في إبطاء عملية شيخوخة الجهاز المناعي وتقليل الالتهابات المزمنة، مما يعزز فرص التمتع بشيخوخة صحية وحياة أطول خالية من الأمراض المرتبطة بالالتهاب.