داء السكري بات من أبرز التحديات الصحية المتزايدة حول العالم، مع تسجيل أعداد متزايدة من المصابين، فضلاً عن ملايين الأشخاص الذين تم تشخيصهم بمرحلة ما قبل السكري. ويعكس هذا الواقع أهمية الوقاية المبكرة والتدخل الغذائي والنمطي، خاصة أن النوع الثاني من السكري – وهو الأكثر شيوعًا – يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعوامل نمط الحياة مثل قلة النشاط البدني، والنظام الغذائي غير الصحي، وزيادة الوزن.
نمط حياة بديل للأدوية
في ظل تزايد الاهتمام بالحلول المستدامة، بدأ الخبراء يشيرون إلى إمكانية التحكم بداء السكري بل وحتى عكس مساره لدى بعض الحالات، من خلال معالجة جذور المشكلة: مقاومة الأنسولين، اختلال التوازن الأيضي، وارتفاع سكر الدم. ومن هنا، تؤدي تغييرات نمط الحياة دورًا كبيرًا، مثل:
اتباع نظام غذائي غني بالعناصر المفيدة
ممارسة النشاط البدني بانتظام
إدارة التوتر
تقليل الوزن
هذه العوامل لا تحسن فقط من حساسية الجسم للأنسولين، بل تقلل من مخاطر المضاعفات، وتُحسن المزاج، والطاقة، ونوعية الحياة بشكل عام.
4 أطعمة يوصي بها خبراء التغذية
قدم خبيرا التغذية ديانا ليكالزي وخوسيه تيجيرو، عبر حسابهما على إنستغرام، نصائح لمرضى السكري تتعلق بإضافة أربعة أطعمة فعّالة إلى النظام الغذائي، تساعد في ضبط مستويات السكر في الدم:
- الفاصوليا
مصدر غني بالألياف والبروتين النباتي، وتساعد على إبطاء امتصاص الغلوكوز في الدم، ما يقلل من تقلبات سكر الدم بعد الوجبات. كما أنها غنية بالمغنيسيوم، الذي يعزز استجابة الخلايا للأنسولين.
- البروكلي
يحتوي على مركب “السلفوروفان”، المعروف بدوره في تحسين حساسية الأنسولين وحماية الأوعية الدموية. كما أن البروكلي غني بالألياف والكروم، ويساعد على خفض مستويات السكر في الدم تدريجيًا.
- إدامامي (فول الصويا الأخضر)
تتميز بمؤشر جلايسيمي منخفض، ما يعني أنها لا تسبب ارتفاعات سريعة في السكر. غنية بالبروتين والألياف ومركبات الإيزوفلافون، وتُعزز استقرار مستويات الطاقة.
- التوت
رغم حلاوته الطبيعية، إلا أن التوت منخفض بالسكر وغني بالألياف ومضادات الأكسدة، وخصوصًا الأنثوسيانين، الذي يُسهم في تحسين وظيفة الأنسولين وتقليل الالتهابات. تناوله مع الوجبات يُبطئ امتصاص الكربوهيدرات.
أطعمة إضافية داعمة
المأكولات البحرية
توفر البروتين والدهون الصحية، وتساعد على تقليل ارتفاع السكر بعد الأكل. الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين ثبتت فعاليتها في تحسين ضبط مستويات الغلوكوز.
اليقطين وبذوره
غنية بالألياف ومضادات الأكسدة، وتحتوي على مركبات تساعد على تنظيم سكر الدم. ورغم أن الدراسات لا تزال مستمرة لتأكيد فعاليتها الكاملة، إلا أن استخدامها التقليدي كمضاد للسكري معروف في عدة ثقافات.
النظام الغذائي المتوازن هو الأساس
التحكم في السكري لا يعتمد على حلول سحرية، بل يرتكز على بناء نظام غذائي متوازن يتضمن أطعمة كاملة، خضراوات، كربوهيدرات غنية بالألياف، دهون صحية، وبروتينات قليلة الدهون. كما يُوصى بتقليل:
السكريات المضافة
الحبوب المكررة
الأطعمة المعالجة
واستبدال المشروبات السكرية بالماء يمكن أن يُحدث فرقًا واضحًا، إلى جانب التحكم في الكميات وزيادة الحركة اليومية.
نمط حياة متكامل
التحكم في التوتر، والنوم الجيد، والمراقبة الطبية المنتظمة مع اختصاصيي التغذية، كلها عوامل مهمة لضمان التقدم بشكل آمن وفعّال. في النهاية، يُعتبر الغذاء وسيلة علاجية قوية قادرة على إحداث تحول حقيقي في صحة مرضى السكري، وتحقيق توازن طويل الأمد دون الاعتماد الكامل على الأدوية.