يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من آلام أسفل الظهر، سواء كانت لفترة قصيرة أو طويلة، مما يجعل من الصعب معرفة كيفية التخفيف من هذه الأعراض. لكن، وفقاً لتقرير جديد نشرته صحيفة “الغارديان”، أظهرت مراجعة عالمية للأدلة نتائج سلبية بشأن فعالية العديد من العلاجات المتاحة.
في السياق, هناك عدد من العلاجات التي تُوصي بها الهيئات الطبية مثل المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (NICE) وهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، حيث يعتبرونها فعّالة في تخفيف الألم، ومنها:
التمارين الرياضية: يلفت المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية إلى أن التمارين الرياضية بكافة أنواعها، مثل التمدد، وتقوية العضلات، وتمارين الأيروبيك، واليوغا، تُعد خطوة أولى مهمة في علاج آلام أسفل الظهر. كما تتفق هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا مع هذه التوصية، حيث تنصح بممارسة بعض التمارين والتمدد لتخفيف الألم. وفقًا للمراجعة العالمية، تعتبر التمارين الرياضية واحدة من أكثر الطرق فعالية لعلاج آلام أسفل الظهر المزمنة. وتضيف الجمعية الملكية للعلاج الطبيعي أنه ثبت أن التمارين الرياضية هي العلاج الأكثر فاعلية لآلام الظهر، وأن العلاجات العملية تكون مفيدة عند دمجها مع التمارين الرياضية في برنامج علاجي متكامل.
الأدوية: يمكن أن تفيد بعض الأدوية في تخفيف الألم، ولكن يجب اختيار العقار الأنسب. كان يُوصى في الماضي باستخدام الباراسيتامول لعلاج آلام الظهر، ولكن في الوقت الحالي، يُفضل تناول الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والأسبرين، وفقاً للمعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية. كما تُشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى أن الأدوية المضادة للالتهابات، مثل الإيبوبروفين، هي الخيار الأنسب، بينما لا يُنصح باستخدام الباراسيتامول بمفرده. ويُعد الإيبوبروفين العلاج الوحيد من بين 56 دواءً تم فحصها في دراسة عالمية جديدة. كما يُوصى بتجنب استخدام المواد الأفيونية الضعيفة مثل الكودايين إلا في حالات آلام الظهر الحادة عندما لا تنجح الأدوية الأخرى.
العلاج الفيزيائي: تُشير البروفيسورة كاميلا هوثورن، رئيسة كلية الأطباء الملكية، إلى أن أطباء الأسرة يحيلون العديد من المرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر إلى اختصاصي علاج فيزيائي لتقييم حالتهم وتقديم تمارين علاجية. بالإضافة إلى ذلك، قد يلجأ بعض المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة إلى اختصاصي العلاج الفيزيائي للحصول على تدخلات غير طبية. توضح المراجعة أن العديد من المرضى يشعرون ببعض الراحة من هذه التدخلات. ومع ذلك، يشير المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية إلى ضرورة دمج التدليك والعلاج اليدوي مع التمارين الرياضية، حيث لا توجد أدلة كافية على فاعليته عند استخدامه بمفرده.
العلاج النفسي أو السلوكي: ينصح المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية بمزيج من العلاجات الجسدية والنفسية، أو ما يُعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، خاصة لأولئك الذين لم تتحسن حالتهم باستخدام العلاجات الأخرى، أو الذين يواجهون عوائق نفسية واجتماعية قد تعيق شفائهم.
الحرارة والبرودة: توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا باستخدام الكمادات الثلجية أو أكياس البازلاء المجمدة الملفوفة بمنشفة لتخفيف الألم والتورم. كما تنصح باستخدام كمادات ساخنة أو زجاجات الماء الساخن الملفوفة بمنشفة لتخفيف تصلب المفاصل أو تشنجات العضلات.