العادات اليومية قد تبدو للوهلة الأولى سلوكيات بسيطة لا تستحق التفكير، لكنها في الواقع تصنع فارقاً كبيراً في صحتنا العقلية على المدى البعيد. فعندما تتحول الممارسة المتكررة إلى عادة، يصبح تنفيذها شبه آلي، ما يتيح للدماغ توجيه طاقته إلى مهام أكثر تعقيداً.
وتلعب القشرة الجبهية (Prefrontal Cortex)، وهي المنطقة المسؤولة عن التخطيط واتخاذ القرار وحل المشكلات، دوراً أساسياً في تكوين العادات الجديدة، قبل أن تُسلم المهام لمناطق دماغية أخرى تتولى الأفعال التلقائية. لكن بعض هذه العادات قد تكون بمثابة “أعداء صامتين” للعقل.
الطبيب النفسي الشهير دانيال أمين، المتخصص في تصوير الدماغ، حذّر من سبع سلوكيات شائعة يمارسها الملايين يومياً دون إدراك مخاطرها، مؤكداً أنها تضعف القدرات المعرفية وتسرّع التدهور العقلي.
العادات السبعة التي تدمّر دماغك:
- الموافقة المستمرة وعدم قول “لا”
التردد في رفض الطلبات يرهق العقل ويزيد الضغوط النفسية. بدلاً من الاندفاع بالموافقة، جرّب أن تقول: “سأفكر في الأمر” قبل الالتزام بأي مسؤولية جديدة. - تعدد المهام في وقت واحد
محاولة إنجاز أكثر من مهمة معاً تقلل التركيز وتضعف الذاكرة، كما تعزز القلق والتوتر. الحل: ركّز على مهمة واحدة في كل مرة. - الإفراط في الأطعمة فائقة المعالجة
مثل الرقائق، البسكويت، والآيس كريم. هذه الأطعمة ترتبط بالسمنة والسكري والسرطان والاكتئاب وحتى الموت المبكر. اجعل طعامك صحياً قدر الإمكان. - الخمول وقلة الحركة
النشاط البدني يحفّز تدفق الدم للدماغ ويحمي من الاكتئاب وألزهايمر. المشي المنتظم والتمارين البسيطة كفيلة بإنعاش الذاكرة والمزاج. - استخدام منتجات كيميائية ضارة
مستحضرات العناية التي تحتوي على البارابين أو الفثالات قد تسبّب اضطرابات هرمونية، إرهاقاً ذهنياً، وضبابية دماغية. يمكن الاستعانة بتطبيقات مثل Think Dirty للتأكد من سلامة المنتجات. - الروتين الثابت دون تعلم جديد
العقل يحتاج إلى تحديات مستمرة. توقف التعلم يعني بداية التدهور. القراءة، تعلم لغة جديدة أو ممارسة هواية تحفّز الدماغ وتحميه من الشيخوخة المبكرة. - إهمال السلامة والتعرض لإصابات الرأس
حتى الصدمات الخفيفة للرأس قد تخلّف آثاراً عقلية خطيرة، منها القلق وضعف الذاكرة والتهيج. ينصح أمين بارتداء الخوذة أثناء ركوب الدراجات، استخدام الدرابزين عند صعود السلالم، وتجنّب استخدام الهاتف أثناء القيادة.