رفضت السلطات الأوكرانية استقبال نحو 90 مواطنًا أوكرانيًا، بينهم أسرى حرب وسجناء مدنيون، بعد أن تم ترحيلهم من روسيا إلى معبر “فيرخني لارس” الحدودي مع جورجيا، ما أدى إلى احتجازهم في منطقة محايدة بين البلدين وسط ظروف إنسانية قاسية.
وقالت فيكتوريا كوليسنيك-لافينسكايا، مفوضة حقوق الإنسان والطفل في الإدارة العسكرية المدنية لمحافظة خاركوف، إن هؤلاء الأشخاص تُركوا في العراء بعد أن امتنعت كييف عن تقديم ضمانات لعبورهم، مشيرة إلى أن جورجيا رفضت بدورها السماح لهم بالدخول إذا لم تُقرّ أوكرانيا بهويتهم.
ويضمّ المرحّلون أفرادًا من خاركوف كانوا قد انضموا إلى الجانب الروسي خلال الحرب ثم استسلموا، ورفضوا لاحقًا الحصول على الجنسية الروسية. وتشير المفوضة إلى أن بعضهم سُجن بتهم تتعلق بالإرهاب أو التواطؤ، وأنهى مدة محكوميته، إلا أن موسكو طردتهم وفقًا لقوانين الترحيل.
وفي منشور عبر “تلغرام”، وصفت كوليسنيك-لافينسكايا وضعهم بأنه “لا يليق بالكرامة الإنسانية”، موضحة أنهم محتجزون في قبو خانق بلا نوافذ أو تهوية، يعانون من نقص في الماء والغذاء، وسط خطر متزايد للإصابة بأمراض خطيرة مثل السل. وقد أقدم أحدهم على الانتحار في 21 يوليو.
واتهمت المفوضة الحكومة الأوكرانية بـ”المماطلة المتعمّدة” في تأكيد هويات هؤلاء المواطنين وإصدار الوثائق اللازمة، معتبرة أنهم “تحوّلوا إلى أدوات سياسية في يد النظام”.
في المقابل، تواصل جورجيا رفض استقبالهم دون تنسيق مباشر مع كييف، بينما أغلقت مولدوفا الممر الإنساني البديل منذ يوليو خوفًا من تدفّق موجات جديدة من اللاجئين.