في خريف 2025، تأخذ “غوتشي” خطوة نحو عالم من الغموض الأنيق، حيث تلتقي أزمان مختلفة في سرد بصري مستمر. تحت إشراف فريق التصميم، تأتي المجموعة كتحفة فنية، إعادة صياغة إبداعية، ومساحة نقية تُعيد رسم حدودها لتعود إلى جوهر رؤيتها الأصلية: “غوتشيو غوتشي”. ووسط أجواء المكان التي يغلفها المخمل الأخضر الزمردي، تنعكس حروف “G” المتشابكة ببريق لامع، كمرآة تعكس إرثًا يمتد عبر الزمن.
حملت المجموعة عنوان “Continuum”، لتكون تحية للأناقة، وجسرًا يربط بين ماضي الدار ومستقبلها المشرق. كما وصفت “غوتشي” مجموعتها بأنها “تناغم بين الماضي، الحاضر والمستقبل—حركة مستمرة وحوار متجدد.” كل إطلالة انسيابية كانت تواكب نغمات الأوركسترا الحية التي أبدعها الموسيقار الحائز على الجوائز “جاستن هورويتز”، مما جعل العرض يتحول إلى تجربة سينمائية ساحرة.
تجلت بصمة “غوتشيو غوتشي” في تفاصيل الحزام المعدني الذي يحمل شكل الحصان، كما ظهرت لمسات الخيزران التي تبقى رمزًا دائمًا لهوية الدار. ورغم الحوار الواضح مع الماضي، كانت هناك غيابٌ متعمد للشعار، ليمنح الفرصة للحرفية اليدوية للتحدث عبر القصات والخامات. جاءت المجموعة كتحية لأولئك الذين سبقوا في صياغة إبداع “غوتشي”: من رقي “توم فورد”، إلى رومانسية “أليساندرو ميكيلي”، التي تعيش في مساحة زمنية بلا اتجاه سوى الحنين، وأخيرًا بساطة “ساباتو دي سارنو” الذي ترك أثره الخفي في نسيج الدار.
برزت المعاطف الأنيقة وياقاتها الدائرية، مع تنسيقات مستوحاة من الستينيات وقطع الدانتيل التي أصبحت رموزًا معاصرة للإرث، مع خامات غنية وألوان براقة تناغمت مع الفراء الاصطناعي الزاهي، والمزج مع درجات الألوان الحيادية الكلاسيكية. إنها توازن بين الإسراف والاعتدال، بين الحنين والحداثة، وبين الاستمرارية والانقطاع.
“غوتشي” لخريف 2025 هي لحظة تأمل إبداعية، وقفة بين الماضي والمستقبل، تقف على أرضية من الإرث حيث كل قطعة تكريم للحرفيين الذين صاغوا التفاصيل، وكل غرزة شهادة على الحركة المستمرة نحو المستقبل. لا تعلن المجموعة عن القادم، لكنها تؤكد ما لا يتغير أبدًا: “غوتشي”، أزلية في جذورها، بلا حدود في رؤيتها.





