أطلقت دار الأزياء الفرنسية شانيل مبادرة صناعية جديدة تحمل اسم Nevold، في خطوة تعكس رؤيتها المستقبلية نحو صناعة أزياء أكثر استدامة. ويأتي الاسم “Nevold” كمزيج من كلمتي “never” و”old”، في دلالة على التجدد الدائم وإعادة الابتكار، إذ يركز الكيان على تطوير وإنتاج مواد معاد تدويرها من نفايات ما قبل الاستهلاك، مثل قصاصات الأقمشة والخامات غير المستخدمة والمنتجات غير المباعة.
ورغم الإعلان الرسمي عن المشروع في عام 2025، إلا أن العمل عليه بدأ فعليًا منذ عام 2019، ضمن توجه شانيل لتعزيز الاستدامة في عملياتها. وقد رُصدت ميزانية قدرها 80 مليون يورو لدعم المشروع، الذي يُتوقع أن يشكّل محورًا أساسيًا ضمن الهيكل الصناعي للدار.
وتقود المشروع صوفي بروكار، المهندسة والمديرة التنفيذية السابقة لدى LVMH، والتي تتمتع بخبرة عميقة في قطاع الموضة الراقية. ولا يقتصر دور Nevold على خدمة شانيل فحسب، بل يطمح ليكون كيانًا مستقلاً يعمل كمركز أبحاث وتطوير يوفر حلولاً مبتكرة لصناعة المواد المستدامة، مع خطط مستقبلية لتقديم خدماته لعلامات تجارية أخرى في قطاع الأزياء.
وتسعى نيفولد إلى مواجهة التحديات البيئية المتزايدة، لا سيما ندرة الموارد الطبيعية المستخدمة في الأزياء الفاخرة مثل الكشمير، الحرير، والجلد، التي أصبحت مهددة بسبب تغير المناخ. ومن خلال التعاون مع شركات صناعية سابقة أسستها أو استحوذت عليها، مثل:
L’Atelier des Matières (لتفكيك وفرز المواد)
Filatures du Parc (لإنتاج الخيوط المعاد تدويرها)
Authentic Material (لإعادة تدوير المواد الطبيعية)
…تُرسّخ شانيل موقعها كأحد أبرز رواد التحول نحو أزياء مستدامة.
ولم تتوقف طموحات نيفولد عند حدود الموضة الراقية، إذ بدأت بالتعاون مع علامات تجارية خارج هذا الإطار، مثل سلسلة Decathlon الفرنسية المختصة بالملابس الرياضية، في مؤشر واضح إلى توجه لتوسيع التأثير وتبادل المعرفة بين مختلف الصناعات.