سام ألتمان وجوني إيف (OpenAI)

تستعد شركة OpenAI، المطوّرة لـ”شات جي بي تي”، لإحداث تحوّل جذري في عالم التكنولوجيا بإعلانها عن خطط لإطلاق جهاز ذكاء اصطناعي ثوري بدون شاشة، يتفاعل مع محيط المستخدم ويُتوقع أن يصدر في عام 2027.

وأكدت سارة فريار، المديرة المالية لـOpenAI، أن الشركة تراهن على دخول حقبة جديدة من الحوسبة تبرر استثمارها مليارات الدولارات في تصميم أجهزة ذكية خاصة بها. وقالت في مقابلة مع شبكة CNBC: “إذا استطعنا إثارة حماس المستخدمين حول العالم لاستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكننا بناء نموذج أعمال قوي قائم على الاشتراك، وهو ما قد يدفع بنمو شات جي بي تي”.

وجاء هذا الإعلان عقب استحواذ OpenAI على شركة “io” الناشئة، التي أسسها المصمم الشهير جوني إيف، أحد أبرز مصممي أجهزة أبل، مقابل 6.4 مليار دولار، رغم أن الشركة لم تطلق أي منتج بعد.

وأشار الرئيس التنفيذي سام ألتمان إلى أن الجهاز القادم لن يكون قابلاً للارتداء ولن يتضمن شاشة، بل سيكون قادراً على إدراك البيئة المحيطة وتقديم تجربة تفاعلية جديدة كلياً.

وقد حقق “شات جي بي تي” بالفعل قاعدة مستخدمين ضخمة تجاوزت 500 مليون مستخدم نشط أسبوعياً، مع أعداد شهرية أكبر، وفقاً لفريار. وترى الشركة أن إدخال أجهزة جديدة سيساهم في توسيع نطاق الوصول لخدماتها، مما يعزز الاشتراكات ويرسّخ مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي.

ويرى خبراء التكنولوجيا أن هذه الخطوة قد تمثل تهديداً مباشراً لأجهزة مثل آيفون. وكان مسؤول في أبل، إيدي كيو، قد صرّح في وقت سابق بأن أجهزة الذكاء الاصطناعي قد تحل محل الهواتف الذكية خلال العقد المقبل.

ورغم الشراكة القائمة مع أبل لدمج الذكاء الاصطناعي في آيفون وسيري، أكدت فريار أن OpenAI تسعى لتطوير أجهزتها الخاصة.

وقالت: “نريد العمل مع شركاء عدة، لكننا نؤمن بأن امتلاك مسارنا الخاص ضروري لتعزيز الابتكار”.

ورجّح المحلل مينغ-تسي كو أن يبدأ الإنتاج الضخم للجهاز الجديد في عام 2027 خارج الصين، مرجحاً أن تكون فيتنام الموقع المحتمل للتجميع، لتقليل المخاطر الجيوسياسية.

بهذا المشروع، يبدو أن OpenAI لا تسعى فقط للريادة في مجال البرمجيات، بل لتشكيل مستقبل الحوسبة الشخصية بالكامل.

البحث