سيري والذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة أبل تأجيل إطلاق النسخة المطورة من مساعدها الصوتي “سيري”، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، موضحة أن الميزات الجديدة التي تعمل عليها تحتاج إلى مزيد من الوقت لتصبح جاهزة للاستخدام.

في بيان نقلته وكالة بلومبيرغ، أوضحت أبل أن الهدف من التحديث هو تعزيز قدرة “سيري” على فهم سياق المستخدم الشخصي وتنفيذ الأوامر داخل التطبيقات المختلفة بسلاسة أكبر، لكنها أدركت أن تحقيق ذلك سيتطلب وقتًا أطول مما كان متوقعًا.

ويأتي هذا الإعلان بعد تقرير نشرته بلومبيرغ في 14 فبراير، كشف عن صعوبات تواجهها أبل في تطوير الميزات الجديدة لمساعدها الصوتي. وكانت الشركة قد أعلنت لأول مرة عن “سيري” الجديد خلال مؤتمر المطورين WWDC 2024 في يونيو الماضي، لكن المشكلات التقنية والإدارية دفعتها إلى تأجيل الإطلاق.

وفقًا لمصادر مطلعة، كانت أبل تخطط لإطلاق التحديث في أيار 2025، إلا أن الجدول الزمني تأخر مجددًا بعد أن كان من المفترض أن يتم دمجه ضمن تحديث iOS 18.4، المتوقع طرحه في نيسان.

ما الجديد في “سيري”؟

يهدف التحديث المرتقب إلى تعزيز قدرة “سيري” على التعامل مع الأوامر الصوتية المعقدة، وذلك من خلال ميزتين رئيسيتين:

  • السياق الشخصي (Personal Context): تتيح هذه الميزة لـ”سيري” الوصول إلى بيانات المستخدم مثل جداول المواعيد والتطبيقات المستخدمة، مما يمكّنه من تقديم استجابات أكثر دقة وكفاءة.
  • نوايا التطبيقات (App Intents): وهي آلية جديدة تمكّن “سيري” من التحكم بالتطبيقات المختلفة عبر أنظمة أبل، سواء كانت تطبيقات الشركة نفسها أو تطبيقات طرف ثالث، دون الحاجة إلى فتح التطبيق يدويًا.

ورغم عدم توفر هذه الميزات رسميًا بعد، إلا أن أبل بدأت في الترويج لها ضمن حملاتها الإعلانية، مما أثار تساؤلات حول سبب التأخير.

أشارت بلومبيرغ إلى أن فريق الذكاء الاصطناعي في أبل يواجه تحديات متعلقة بالإدارة والهندسة التقنية، مما ساهم في تأخير المشروع. كما تعمل الشركة على نسخة مستقبلية أكثر تطورًا من “سيري”، تهدف إلى جعله أكثر تفاعلية، لكن المشروع يواجه عقبات تقنية وقد لا يكون جاهزًا قبل عام 2027، بعدما كان من المفترض إطلاقه في 2026.

تأخير أبل قد يضعها في موقف تنافسي صعب، خصوصًا مع استعداد أمازون لطرح تحديث “أليكسا بلس” هذا الشهر، والذي سيقدم تجربة محسنة لمستخدمي أليكسا، إلى جانب تعزيز جوجل لإمكانات مساعدها الذكي “جيميناي” على الهواتف، وتوسيع دمج الذكاء الاصطناعي في البحث عبر ميزة AI Overview، فضلًا عن اختبارها وضع AI Mode، الذي يعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي في البحث.

هذا التأجيل قد يؤثر على مكانة أبل في سوق المساعدات الذكية، حيث تتسابق الشركات الكبرى في تقديم تجارب أكثر تطورًا لمستخدميها.

البحث