كشف روبي ووكر، المدير الأول في “أبل” والمسؤول عن تطوير المساعد الصوتي “سيري”، عن استيائه من التأخيرات المتكررة في إطلاق الميزات الذكية الجديدة، واصفًا الأمر بأنه “سيء ومحرج”. وأشار إلى أن الإعلان المبكر عن هذه الميزات قبل أن تكون جاهزة زاد من تعقيد الموقف، مؤكدًا أن الفريق يمر بفترة صعبة، دون وضوح موعد محدد لإطلاق التحسينات.
تعكس هذه الأزمة التحديات التي تواجهها “أبل” في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تكافح الشركة للحاق بمنافسيها مثل “جوجل” و”OpenAI”. وازدادت حدة المشكلات بعد إعلانها عن تأجيل الميزات الجديدة لـ”سيري” إلى أجل غير مسمى. وكانت الشركة قد خططت لطرح هذه الميزات خلال ربيع هذا العام، لكن التوقعات تشير الآن إلى تأجيلها حتى عام 2025، حيث تشمل التحديثات السماح لـ”سيري” بالوصول إلى بيانات المستخدمين الشخصية لتحسين استجابته، إلى جانب تعزيز قدرته على التحكم في التطبيقات وتحليل محتوى الشاشة.
عند الكشف عن هذه الميزات خلال مؤتمر المطورين في يونيو الماضي، لم يكن لدى “أبل” سوى نموذج أولي بالكاد يعمل، ورغم ذلك، تم الترويج لها ضمن الحملات التسويقية والإعلانات الخاصة بـ”آيفون 16″، مما أدى إلى رفع سقف التوقعات لدى المستخدمين. وأقر ووكر خلال الاجتماع بأن هذا النهج كان “خاطئًا”، حيث تم الترويج لميزات غير مكتملة، وهو ما أدى إلى تفاقم المشكلة. كما أشار إلى أن قرار تأجيل الإطلاق جاء بعد اكتشاف أن الميزات الجديدة لا تعمل بشكل صحيح سوى بنسبة تتراوح بين 66% و80% من الوقت، مما يجعلها غير موثوقة بالشكل المطلوب.
ورغم عدم وجود خطط فورية لإقالة أي من المديرين التنفيذيين الكبار، فإن “أبل” تدرس إعادة هيكلة الفريق المسؤول عن الذكاء الاصطناعي، كما استعانت بالمديرة التنفيذية كيم فوراث، المعروفة بقدرتها على تحسين أداء الفرق، للإشراف على تطوير “سيري”. ومع استمرار المنافسة الشرسة في مجال الذكاء الاصطناعي، يبقى التحدي الأكبر أمام “أبل” هو استعادة ثقة المستخدمين وتحقيق قفزة نوعية في أداء مساعدها الصوتي.