كرّس «أسبوع الساعات في دبي 2025» مكانته كأحد أبرز الأحداث العالمية في صناعة الساعات، جامعًا بين الابتكار والتقاليد، وشغف الهواة وخبرة الصنّاع، في نسخة استثنائية تزامنت مع مرور 10 سنوات على انطلاق الحدث و75 عامًا على تأسيس «أحمد صديقي وأولاده».
ونُظِّمت الدورة الحالية في موقعها الجديد بحديقة البرج (Burj Park)، حيث استقبل المعرض أكثر من 90 علامة عالمية، وحقق رقمًا قياسيًا بلغ نحو 49 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم. وتجاوز الحدث مفهوم المعرض التجاري ليقدّم احتفالًا بثقافة الوقت، وبالحِرفيين الذين يحوّلون الساعات إلى قطع فنية تجمع الدقة بالجمال.
ويعود جانب أساسي من هذا النجاح إلى الرؤية القيادية لهند صديقي، التي قادت توسع الحدث ليصبح منصة مفتوحة أمام الجمهور والمختصين، مع تضاعف حجم المعرض وعدد المشاركين مقارنة بالنسخ السابقة. هذا التحول عزّز موقع «أسبوع الساعات في دبي» كمركز عالمي للمجتمع الهورولوجي، ومساحة للحوار وتبادل الخبرات بعيدًا عن الطابع التجاري البحت.
وتميّزت نسخة 2025 بتركيز لافت على الحِرفية العالية والتقنيات المبتكرة، مع عرض نماذج معقّدة شملت ابتكارات صوتية وأنظمة ضرب الوقت، إلى جانب ساعات مرصّعة بالأحجار الكريمة نفّذها حرفيون متخصصون. كما شهد المعرض أكثر من 20 إطلاقًا عالميًا، من بينها إصدارات بارزة لعلامات مثل Tudor وBiver وChopard، إضافة إلى التعاون اللافت بين Urwerk وUlysse Nardin.
وفي صميم الحدث، برز البعد التعليمي من خلال ورش العمل والدروس المتقدمة، حيث أُتيحت للزوار فرصة الاطلاع على تقنيات مثل الحفر اليدوي وGuilloché وMétiers d’art، بإشراف حرفيين مخضرمين، في تجسيد واضح لفلسفة «المعرفة قبل البيع».
كما شكّلت الجلسات الحوارية مساحة لنقاش مستقبل صناعة الساعات، متناولة قضايا مثل التوازن بين الضجة الإعلامية والرفاهية الحقيقية، ودور الذكاء الاصطناعي، وسبل حماية استقلالية الصنّاع المستقلين. وبرز أيضًا التفاعل بين الأجيال، حيث جمع الحدث بين نظرة الجيل الأكبر للساعات كقيمة دائمة، ورؤية الجيل الشاب لها كجزء من الهوية وأسلوب الحياة.
وأثبت «أسبوع الساعات في دبي 2025» أنه أكثر من مجرد معرض، بل منصة عالمية للابتكار والتواصل الإنساني، وحدث يرسّخ موقع دبي كإحدى العواصم الرئيسية لصناعة الساعات، ومركز فاعل في رسم ملامح مستقبل هذه الصناعة بثقة وجرأة.

