الذهب

سجّلت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً يوم الأربعاء، مدفوعة بمخاوف المستثمرين من عدم اليقين المحيط بالمحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب ترقب واسع النطاق لصدور بيانات التضخم الأميركية التي قد تؤثر على توجهات السوق المالية.

وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3339.60 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 03:50 بتوقيت غرينتش، كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنفس النسبة لتسجّل 3361.20 دولار للأوقية.

ويأتي هذا الصعود بعد أن أعلن مسؤولون من الطرفين الأميركي والصيني عن التوصّل إلى “إطار عمل” مبدئي لإعادة تفعيل الهدنة التجارية بين البلدين ورفع بعض القيود الصينية المفروضة على تصدير المعادن النادرة، لكن من دون التوصل إلى حل نهائي للنزاع التجاري المستمر منذ سنوات.

وأكد وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك أن الإطار سيُعرض على الرئيس دونالد ترمب للموافقة النهائية، بينما سيسعى الوفد الصيني لنيل موافقة الرئيس شي جينبينغ، ما يجعل مصير الاتفاقية غير محسوم حتى الآن.

وفي هذا السياق، أوضح مات سيمبسون، كبير المحللين في “سيتي إندكس”، أن استمرار الغموض يدعم الطلب على الذهب كملاذ آمن، مشيراً إلى أن الأسواق ستظل حذرة حتى يتم اعتماد الاتفاق رسمياً.

ويُضاف إلى ذلك أن تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي، المنتظر صدوره عند الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، يُعد عاملاً محورياً قد يحدّد توجهات السياسة النقدية المقبلة لـ”الاحتياطي الفيدرالي”. ويتوقّع محللون أن تُبقي المؤسسة النقدية أسعار الفائدة ثابتة خلال الشهرين المقبلين، في ظل استمرار مخاطر التضخم الناتجة عن السياسات التجارية.

كما خفّض البنك الدولي توقعاته للنمو العالمي لعام 2025 إلى 2.3%، مشيراً إلى أن الحرب التجارية المتجددة تُمثل “عقبة كبرى” للاقتصادات العالمية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى:
الفضة: استقرت عند 36.56 دولار للأوقية.

البلاتين: حافظ على مستواه عند 1222.14 دولار.

البلاديوم: ارتفع بنسبة 0.6% إلى 1066.19 دولار.

في ظل هذه التطورات الجيوسياسية والاقتصادية، يبقى الذهب وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن الأمان، بانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من بيانات رسمية ومواقف سياسية قد تُعيد رسم ملامح السوق العالمي.

البحث