ارتفعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الخميس، مدفوعة بتفاؤل الأسواق حيال تقدم المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها، إلى جانب انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية.
فبحلول الساعة 00:32 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 24 سنتًا (0.4%) لتسجّل 68.75 دولارًا للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 25 سنتًا (0.4%) لتبلغ 65.50 دولارًا للبرميل.
ويأتي هذا الارتفاع وسط متابعة دقيقة لتطورات المحادثات التجارية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، خاصة بعد الاتفاق الجمركي الذي أبرمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع اليابان، والذي خفّض الرسوم على واردات السيارات وأعفى طوكيو من رسوم جديدة مقابل استثمارات وقروض بقيمة 550 مليار دولار.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا، كبير المحللين في شركة نيسان للاستثمار: “الشراء مدعوم بالتفاؤل بأن إحراز تقدم في مفاوضات الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة قد يجنّب العالم سيناريوهات اقتصادية كارثية”.
لكنّه أشار في الوقت نفسه إلى أن ضبابية المشهد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار التوترات بين روسيا وأوكرانيا، تُقيّد احتمالات ارتفاع أسعار النفط بشكل أكبر.
وفي ما يتعلّق بالإمدادات، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية تراجعًا في مخزونات الخام بمقدار 3.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما فاق التوقعات التي أشارت إلى انخفاض قدره 1.6 مليون برميل فقط.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، لا تزال محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا تراوح مكانها، رغم التباحث في عمليات تبادل الأسرى. كما شهدت صادرات النفط من موانئ البحر الأسود الروسية تعطيلًا مؤقتًا بفعل لوائح جديدة، ما أوقف فعليًا شحنات النفط من كازاخستان، التي تُصدّر عبر تحالف تشارك فيه شركات أميركية كبرى.
في المقابل، لمّح وزير الطاقة الأميركي إلى احتمال فرض عقوبات على النفط الروسي، في خطوة تهدف إلى زيادة الضغط على موسكو. وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر مؤخرًا الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا، متضمنة تخفيضًا في سقف الأسعار المفروضة على صادرات النفط الخام الروسي.
في ظل هذه المعطيات، يتوقع مراقبون أن يواصل خام غرب تكساس الوسيط تحركه ضمن نطاق يتراوح بين 60 و70 دولارًا للبرميل في الفترة المقبلة، مع ترقب الأسواق لأي مستجدات قد تؤثر على اتجاه الأسعار.