ألعاب الفيديو

كشفت دراسة حديثة صادرة عن «معهد علوم الأعصاب» في جامعة جورجيا بالولايات المتحدة، ونُشرت مطلع سبتمبر (أيلول) في مجلة Brain Science، عن أن المراهقين الذين يمارسون ألعاب الفيديو بكثافة يشهدون تغيّرات ملحوظة في بنية خلايا المخ، ما يسهم في زيادة الانتباه وتنمية المهارات البصرية والإدراكية.

وأجرى الباحثون الدراسة على 46 طالباً جامعياً تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاماً، حيث قُسّموا إلى مجموعتين: الأولى تضم ممارسين منتظمين لألعاب الفيديو الحركية (خمس ساعات أو أكثر أسبوعياً)، والثانية شبه منقطعة عن هذه الألعاب. وباستخدام تقنيات تصوير دقيقة، تبيّن أن المجموعة الأولى تمتلك سُمكاً أكبر في القشرة المخية وتغيرات في مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه والرؤية واتخاذ القرار والتكامل الحسي الحركي.

وأوضحت النتائج أن هذه الألعاب تُسهم في تحسين سرعة اتخاذ القرارات والتكامل البصري الحركي، إضافة إلى تنمية مهارات سلوكية مهمة مثل التفكير تحت الضغط، والتعلّم من الأخطاء، وزيادة القدرة على التركيز لفترات طويلة. كما أظهرت الدراسة أثراً إيجابياً على الإدراك المكاني، والقدرة على تنظيم المشاعر والتفكير النقدي، وتشجيع المراهقين على المرونة والمثابرة في مواجهة التحديات.

مع ذلك، شدّد الباحثون على ضرورة ممارسة الألعاب باعتدال، لتفادي مخاطر الإدمان وقلة النشاط البدني، لافتين إلى أنها قد تكون وسيلة لتخفيف التوتر وتعزيز الصحة النفسية إذا مورست بجرعات متوازنة وتحت إشراف عائلي.

البحث