وزيرة العدل الألمانية شتيفاني هوبيغ

في ظل تصاعد غير مسبوق للجرائم ذات الدوافع السياسية في ألمانيا، أعلنت السلطات الألمانية الأربعاء عن اعتقال خمسة مراهقين، تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا، خلال مداهمات استهدفت جماعة نازية جديدة متطرفة أسسها شباب، تُعرف باسم “موجة الدفاع الأخيرة”.

تأسست هذه المجموعة في أبريل 2024، وتهدف إلى الإطاحة بالنظام الديمقراطي الفيدرالي في ألمانيا وزعزعة استقرار المجتمع من خلال العنف ضد المهاجرين والمجموعات التي تعتبرها خصوماً سياسيين، وخاصة اليساريين. وقد نفذت هجمات على مبان تأوي طالبي لجوء.

تفاصيل الاعتقالات والتهم
جرى اعتقال المشتبه بهم الخمسة في ثلاث ولايات بشرق ووسط ألمانيا، خلال مداهمة فجر الأربعاء. ثلاثة من المعتقلين يعتبرون من القادة البارزين في المجموعة، بينما كان ثلاثة أعضاء آخرين قيد الاحتجاز بالفعل.

يشتبه في أن جميع المعتقلين، الذين لم تُذكر أسماؤهم بالكامل، ينتمون إلى تنظيمات إرهابية داخلية أو يدعمونها. ووجهت تهم بمحاولة القتل وإشعال الحرائق عمداً لاثنين منهم.

صرح ممثلو الادعاء أن “جميع المعتقلين تصرفوا بصفتهم شبابًا لديهم قدر كافٍ من المسؤولية”.

تحذير من “إرهاب اليمين المتطرف”
جاءت هذه الاعتقالات بعد تحقيق استمر لعدة أشهر، شارك فيه أكثر من 220 شرطياً، وشمل تفتيش 13 موقعاً في أربع مناطق.

عبرت شتيفاني هوبيغ، وزيرة العدل الألمانية، عن قلقها البالغ من قيام جميع المتهمين بتأسيس المجموعة وهم قاصرون. وقالت عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “هذه إشارة تحذيرية وتُظهر أن الإرهاب اليميني المتطرف لا يعرف سناً”.

تصاعد الجرائم ذات الدوافع السياسية
سجلت ألمانيا زيادة بنسبة 40% في الجرائم ذات الدوافع السياسية بين عامي 2023 و2024، وهو أعلى معدل منذ بدء تسجيل هذه الجرائم في عام 2001. وارتفعت الجرائم المرتبطة بالأيديولوجيات اليمينية المتطرفة بنسبة تقارب 48% خلال نفس الفترة.

أكد ألكسندر دوبرينت، وزير الداخلية الألماني، يوم الثلاثاء أن “التهديد الأكبر للديمقراطية يأتي من التطرف اليميني”.

هجمات مرتبطة بالمجموعة
ربط ممثلو الادعاء بين المشتبه بهم الذين اعتقلوا يوم الأربعاء، وبين عدة هجمات أخرى:

أكتوبر الماضي: أضرم شابان النار في مركز مجتمعي في “آلتدوبيرن”، مما تسبب في أضرار تقدر بنحو 500 ألف يورو، دون وقوع إصابات بشرية. ووصف ممثلو الادعاء أحد المتورطين في هذا الهجوم، “ليني. م”، بأنه من زعماء المجموعة ومجند لأعضاء جدد، وكان من بين المعتقلين الأربعاء.
يناير الماضي: حاول عضوان من المجموعة إضرام النار في مبنى يأوي طالبي لجوء في شمولن، وحطموا نافذة وألقوا ألعاباً نارية داخل المبنى، كما كتبوا شعارات يمينية متطرفة مثل: “إلى الخارج أيها الأجانب”، و”ألمانيا للألمان”، و”أرض النازيين”.
أفاد الادعاء أيضاً بأن أعضاء من المجموعة حصلوا على متفجرات من جمهورية التشيك لتنفيذ هجوم بالقنابل على مبنى آخر يأوي طالبي لجوء في بلدة زنفتنبيرغ شرق البلاد.

البحث