أعلنت شركة أوبن إيه آي، المطورة لشات جي بي تي، عن إطلاق متصفحها الجديد “أطلس”، لتدخل بذلك منافسة مباشرة مع متصفح غوغل كروم، الأكثر استخداماً عالمياً.
وسيكون “أطلس” متاحاً بداية على أجهزة ماك، ثم يتوسع ليشمل أنظمة ويندوز وiOS وأندرويد، ضمن خطة تهدف لجعل الذكاء الاصطناعي البوابة الأساسية للمستخدمين إلى الإنترنت.
يتيح المتصفح للمستخدمين تجربة تصفح جديدة تعتمد على واجهة محادثة ذكية بدلاً من شريط العناوين التقليدي، ما قد يُحدث ثورة في طريقة استخدام الإنترنت، حسب تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” الذي اطلعت عليه “العربية Business”.
ويأمل أوبن إيه آي من خلال هذا التطور تحويل شات جي بي تي إلى منصة بحث متكاملة، مما قد يعيد تشكيل سوق الإعلانات الرقمية التي تهيمن عليه غوغل.
تحديات المنافسة
وصف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي، إطلاق “أطلس” بأنه فرصة نادرة لإعادة تعريف التصفح، لكنه أقر بصعوبة منافسة غوغل. واعتبر محللون مثل بادي هارينغتون من مؤسسة “فورستر” أن تحدي السيطرة على السوق التي تملكها غوغل مهمة صعبة للغاية.
وجاء إطلاق المتصفح بعد تقارير عن اهتمام أوبن إيه آي بشراء متصفح كروم إذا ما أجبرت وزارة العدل الأميركية غوغل على بيعه في إطار قضايا مكافحة الاحتكار، لكن المحكمة رفضت هذا الاقتراح.
ابتكارات جديدة في التصفح
يتضمن “أطلس” ميزة “وضع الوكيل” (Agent Mode)، التي تسمح للمساعد الذكي بتصفح المواقع والبحث نيابة عن المستخدم، مع تخصيص النتائج بناءً على سجل التصفح والاهتمامات، وشرح خطوات البحث.
قال ألتمان: “التبويبات كانت اختراعاً رائعاً، لكن لم يحدث ابتكار حقيقي في المتصفحات منذ ذلك الحين. الآن حان الوقت لذلك”.
مخاوف الخصوصية والدقة
يثير هذا التخصيص المتقدم مخاوف حول الخصوصية ودقة المعلومات. حيث تساءل هارينغتون: “هل ما تراه هو ما تبحث عنه فعلاً، أم ما يريد الذكاء الاصطناعي أن تراه؟”.
وأظهرت دراسة لاتحاد الإذاعات الأوروبية أن نصف إجابات المساعدين الأذكياء، بينهم شات جي بي تي وجيميني، قد تحتوي على معلومات ناقصة أو غير دقيقة.
كما تواجه أوبن إيه آي دعاوى قضائية من وسائل إعلام أميركية تتهمها بانتهاك حقوق النشر، في حين وقعت بعض الوكالات اتفاقيات ترخيص مع الشركة.
سباق الذكاء الاصطناعي مستمر
يأتي إطلاق “أطلس” في ظل تحول كبير في استخدام الإنترنت، حيث يعتمد أكثر من 60% من الأميركيين، و74% من الشباب دون الثلاثين، على الذكاء الاصطناعي في البحث عن المعلومات بشكل متكرر.
في الوقت نفسه، تستمر غوغل في دمج تقنيات جيميني داخل كروم، مما يجعل المنافسة بين المتصفحات الذكية محتدمة حول من يقدم تجربة ذكاء اصطناعي أكثر قرباً وفهماً للمستخدم.