أعلنت شركة مايكروسوفت عن نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي “أورورا” (Aurora)، الذي يُعد خطوة متقدمة في مجال التنبؤات الجوية، إذ يتميز بقدرته العالية على التنبؤ بدقة وسرعة بالظواهر المناخية مثل جودة الهواء، والأعاصير، والعواصف، مقارنة بالطرق التقليدية المستخدمة منذ عقود.
وفي ورقة بحثية نُشرت في مجلة Nature، أكدت مايكروسوفت أن نموذج “أورورا” تم تدريبه على أكثر من مليون ساعة من بيانات الأقمار الصناعية والرادارات ومحطات الأرصاد الجوية، ما يمنحه قدرة عالية على قراءة الأنماط الجوية والتنبؤ بها. ورغم البنية الحاسوبية الضخمة المطلوبة لتدريبه، يتميز النموذج بكفاءة تشغيل عالية، حيث يُصدر توقعاته في ثوانٍ، على عكس النماذج التقليدية التي تستغرق ساعات وتعتمد على حواسيب فائقة التكلفة.
ويُعد نموذج “أورورا” من بين أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي في مجال الأرصاد الجوية، منافسًا لنماذج طورتها شركات أخرى مثل “ديب مايند” التابعة لغوغل. وتقول مايكروسوفت إن “أورورا” يقدم توقعات دقيقة تمتد لعشرة أيام مقبلة، وعلى نطاقات أصغر من أي وقت مضى.
وتُخطط الشركة لاستخدام “أورورا” في تطبيق MSN Weather، عبر نسخة متخصصة من النموذج توفّر توقعات جوية كل ساعة، بما في ذلك توقعات السحب. وقد أتاحت مايكروسوفت الشيفرة المصدرية وأوزان النموذج للعامة، ما يُشجع الباحثين على توسيع استخداماته في الأبحاث المناخية.
وتأتي أهمية “أورورا” من المقارنة بالنماذج التقليدية التي تعتمد منذ أكثر من 70 عاماً على معادلات رياضية معقدة تتطلب تطويرًا طويلًا وتشغيلاً بطيئًا. أما النماذج المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل “أورورا”، فهي أسرع، وأسهل تحديثًا، وأقل تكلفة، وتعتمد على التدريب ببيانات ضخمة للتعرف على الأنماط وتقديم توقعات دقيقة في زمن قياسي.
بهذا التقدم، تضع مايكروسوفت نفسها في مقدمة السباق التكنولوجي لتطوير نظم تنبؤ جوي أكثر دقة وفعالية، تمهيدًا لعصر جديد من الرصد المناخي المدعوم بالذكاء الاصطناعي.