يسعى حلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى الاستفادة من الحرب في أوكرانيا لاختبار أنظمة دفاعية مبتكرة، بهدف تعزيز قدراته على مواجهة الطائرات المسيرة الرخيصة دون الاعتماد على الصواريخ وأنظمة الدفاع المكلفة والمتقدمة.
أصبحت الطائرات الاعتراضية أداة دفاعية أساسية لأوكرانيا، إذ تُمكّنها من صد أسراب الطائرات الروسية وشن هجماتها الليلية بكفاءة، دون استنزاف مخزونها من صواريخ الدفاع الجوي أو إنفاق مبالغ ضخمة. وتستخدم القوات الأوكرانية مئات الطائرات الاعتراضية المصنوعة محليًا لإسقاط الطائرات الروسية المقاتلة.
ويشير مسؤولون في “الناتو” إلى أن هذه الطائرات ليست مجرد وسيلة دفاعية منخفضة التكلفة، بل تشكل مؤشراً على مستقبل الحروب، حيث بدأت بعض الدول الحليفة بتطوير أنظمة مشابهة بينما تسعى دول أخرى لشراء التكنولوجيا من كييف. ويبلغ سعر بعض الطائرات الاعتراضية الأوكرانية نحو 2500 دولار، مقارنة بتكلفة الطائرة الروسية الهجومية التي تصل إلى 35 ألف دولار.
توفر هذه الطائرات الاعتراضية قدرة على الوصول إلى الأهداف بسرعة وكفاءة، مع الحفاظ على الصواريخ المتطورة لمواجهة التهديدات الكبرى، بدلاً من استخدامها ضد الطائرات الرخيصة.
واستنادًا إلى التجربة الأوكرانية، يسارع “الناتو” لتطوير أنظمة مماثلة، خاصة بعد اختراق طائرات روسية للمجال الجوي لبولندا ورومانيا في سبتمبر الماضي، ما أثار تساؤلات حول كيفية التعامل مع الطائرات المسيرة الرخيصة واستدامة إرسال مقاتلات مزودة بصواريخ باهظة الثمن في كل مرة يظهر فيها تهديد مشابه.