إسرائيل

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، قال الجيش إنها تأتي في إطار “مكافحة الإرهاب”، فيما أكد شهود ومسؤولون فلسطينيون أنها تستهدف مدينة طوباس ومحيطها بشكل مباشر.

وقال محافظ طوباس أحمد الأسعد لـ”رويترز” إن القوات الإسرائيلية، مدعومة بطائرة مروحية، اقتحمت عدة أحياء داخل المدينة، وأطلقت النار بكثافة، مضيفاً: “الاحتلال يحاصر طوباس بالكامل، يطرد الأهالي من منازلهم، يعتلي أسطح البنايات، ويشن حملة اعتقالات واسعة. وعلى ما يبدو، فإن الاجتياح طويل وسيستمر لأيام”.

وأكد الأسعد أن القوات أمرت سكان المنازل التي أُخليت بعدم العودة حتى انتهاء العملية، في وقت نشر فيه الجيش تعزيزات كبيرة ترافقها جرافات عسكرية أغلقت مداخل المحافظة بالسواتر الترابية، ما أدى إلى عزلها كلياً عن باقي محافظات الضفة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان مقتضب بدء العملية فجر اليوم بمشاركة قوات من الشرطة والمخابرات، من دون كشف تفاصيل إضافية، متعهداً بالإفصاح عنها لاحقاً.

وفي المقابل، نددت حركة “حماس” بالعملية الجديدة، معتبرة أنها تصعيد خطير يأتي رغم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف ما وصفته بـ”العدوان”.

من جهتها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن رئيس الوزراء محمد مصطفى تواصل مع محافظ طوباس للاطلاع على التطورات الميدانية، وأصدر توجيهاته بتفعيل لجان الطوارئ وتوفير كل الاحتياجات الضرورية للمواطنين في ظل إغلاق الطرق وفرض منع التجول.

ميدانياً، أفادت الطواقم الطبية بتعاملها مع إصابة بسبب اعتداء جنود الاحتلال على شاب في بلدة طمون، فيما أكدت جهات صحية أن قوات الاحتلال تعيق حركة سيارات الإسعاف، وتمنع الوصول إلى بعض الحالات المرضية الحرجة.

ويُعد هذا الهجوم امتداداً لعمليات عسكرية إسرائيلية متواصلة في مدن شمال الضفة، بدأت بمدينة جنين مطلع العام ضمن عملية “السور الحديدي”، وأسفرت منذ ذلك الحين عن إخلاء مخيمات كاملة ونزوح عشرات الآلاف، في خطوة وصفتها منظمات دولية، بينها “هيومن رايتس ووتش”، بأنها ترقى إلى “جرائم تهجير قسري”.

وتشهد الضفة الغربية تصعيداً واسعاً منذ هجوم “حماس” في 7 أكتوبر 2023، حيث قُتل أكثر من ألف فلسطيني برصاص الجيش والمستوطنين، مقابل مقتل 43 إسرائيلياً في هجمات فلسطينية خلال الفترة نفسها، بحسب بيانات رسمية إسرائيلية.

وقال محافظ طوباس إن القوات الإسرائيلية “فرضت منع تجوّل شامل حتى إشعار آخر”، مؤكداً إبقاء المدارس والمؤسسات في حالة تعطيل، ورفع الجهوزية في لجان الطوارئ، وسط استمرار القصف المتقطع وإغلاق المحافظة بشكل كامل.

البحث