في حادثة لافتة تعكس تحوّلات المشهد الإقليمي، تعرّض يخت خاص يحمل على متنه 18 إسرائيليًا، بينهم عشرة أطفال ورُضّع، لعطل في عرض البحر أثناء رحلته من قبرص إلى ميناء حيفا، ما استدعى عملية إنقاذ عاجلة قرب السواحل اللبنانية، غرب مدينة صيدا.
وكان اليخت، الذي يُديره طاقم قبرصي، قد واجه عطلاً في المحرك أثناء إبحاره في البحر الأبيض المتوسط، ما أدى إلى انقطاع حركته وانجرافه لعدة ساعات في المياه الدولية القريبة من المنطقة البحرية اللبنانية. وفور تلقّي مركز الإنقاذ البحري الإسرائيلي نداء استغاثة، تم إطلاق عملية طوارئ لتقديم المساعدة.
رمزية الحادث: زمن ينقلب؟
في مشهد نادر يحمل دلالات رمزية، يتيه مركب إسرائيلي باتجاه السواحل اللبنانية، في انقلابٍ رمزيّ لأدوار تاريخية. فلطالما كانت الأخبار تحمل قصص مهاجرين لبنانيين يعبرون البحر بحثًا عن الأمان، بينما اليوم، يجد إسرائيليون أنفسهم على بعد أميال من شاطئ لبناني، في منطقة شكّلت طويلاً ساحة صراعات للآخرين على الأرض اللبنانية.
يقرأ البعض هذه الحادثة كمشهد من مشاهد تغيّر الأزمنة، توازي في رمزيتها مشاهد ترميم ساحة الشهداء في بيروت، أو إنارة ساحة النجمة بعد سنوات من الظلمة… وكأن لبنان، برغم محنه، يستعيد بعضًا من روحه، في حين تتكشّف تصدّعات جديدة في مراكز أخرى كانت يومًا رموزًا للاستقرار.
عملية إنقاذ دون إصابات
وقد سارعت البحرية الإسرائيلية إلى إرسال سفينة عسكرية إلى موقع الحادث، لتحديد مكان اليخت وتأمين الركاب، الذين تبيّن لاحقًا أنهم جميعًا بخير، دون تسجيل أي إصابات. وقد نُقلوا إلى حيفا حيث تلقّوا الرعاية الطبية الروتينية.
وزارة النقل الإسرائيلية أكدت أن الحادث مرّ من دون أي احتكاك أو مواجهة، وأنه تمّ التفكير في سحب اليخت إلى قبرص لاحقًا، لكن الأولوية كانت لضمان سلامة من كانوا على متنه.
الخلفية والسياق
تزداد في الآونة الأخيرة عمليات الإجلاء البحري لبعض الإسرائيليين، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية التي قد تُقيّد أو تُعلّق الرحلات الجوية، ما يدفع بالبعض إلى اعتماد الطرق البحرية كخيار بديل آمن. هذه الرحلة بالذات، التي كانت تهدف لتأمين عودة هادئة من قبرص، كادت أن تتحوّل إلى حادث مأساوي، لولا سرعة الاستجابة والإنقاذ.
وفي ختام الحادث، أثنت السلطات الإسرائيلية على سرعة التدخل ونجاح عملية الإنقاذ، في حادثة قد تكون عابرة من حيث النتائج، لكنها ليست عابرة في رمزية توقيتها ومكانها…