لطالما سعى الإنسان إلى تطوير وسائل طلب النجدة في حالات الطوارئ، بدءًا من الطرق البدائية وصولًا إلى أحدث تقنيات الاتصالات.
في العصور القديمة، استخدمت إشارات الدخان، الطبول، الأبواق، والأعلام كوسائل لتنبيه الآخرين وطلب المساعدة. كما لجأ البحارة إلى إشارات ضوئية، مثل المصابيح والفوانيس، فيما اعتمدت بعض الثقافات على المرايا العاكسة، الصفارات، والأجراس لجذب الانتباه. كذلك، انتشرت فكرة إرسال رسائل في زجاجات عبر البحر أو الاستعانة بالحمام الزاجل لنقل نداءات الاستغاثة.
مع تطور الاتصالات اللاسلكية، برزت إشارات الراديو كوسيلة فعالة لطلب العون. قبل اعتماد “SOS”، كانت إشارة “CQD” شائعة الاستخدام، لكنها استبدلت رسميًا عام 1906 بإشارة “SOS” لسهولة إرسالها عبر شفرة مورس. أول استخدام موثق لهذه الإشارة كان عام 1909 من السفينة الأمريكية “أرافو”، بينما كان نداء الاستغاثة الذي أطلقته سفينة “تيتانيك” عام 1912 الأكثر شهرة، ما ساهم في ترسيخ هذه الإشارة عالميًا.
اليوم، أصبحت وسائل الاستغاثة أكثر تطورًا، مثل الهواتف المحمولة، الأقمار الصناعية، ومنارات الطوارئ التي ترسل إشارات استغاثة تلقائيًا. ورغم هذا التقدم، لا تزال إشارة “SOS” رمزًا عالميًا لطلب النجدة، تُستخدم في بعض الحالات الحرجة عند غياب وسائل الاتصال الحديثة، سواء بكتابتها على الرمال، إرسالها بالإشارات الضوئية، أو نقشها على الأسطح لتكون مرئية من الجو.