النوم

يمكن أن يكون الحصول على نوم هادئ وجيد تحديًا في ظل وسائل التشتيت العديدة التي توفرها الهواتف الذكية، سواء كان ذلك عبر مشاهدة فيديوهات كوميدية على يوتيوب أو الدردشة مع الأصدقاء. كما أن الضوضاء والتلوث الضوئي قد يؤثران سلبًا على الساعة البيولوجية للجسم.

لكن لا يوجد وصفة واحدة للنوم المثالي، فكل شخص يختلف عن الآخر؛ فبعض الأشخاص يغفون بسرعة، بينما يبقى آخرون مستيقظين لساعات. وبحسب صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، يحتاج الإنسان إلى ساعات متواصلة من النوم الجيد، حيث تشير جمعية القلب الأميركية إلى أهمية المرور بمراحل النوم الخمس عدة مرات للوصول إلى نوم عميق ومريح.

المرحلتان الأساسيتان في النوم هما نوم حركة العين السريعة (REM) والنوم غير السريع (Non-REM)، ويُعتقد أن نوم حركة العين السريعة يعزز نمو الجهاز العصبي المركزي ويحمي من الإصابة بالخرف. تختلف احتياجات النوم من شخص لآخر وتتغير مع التقدم في العمر، لكن البالغين يحتاجون عادةً إلى 7-9 ساعات من النوم يوميًا، وإلا سيعانون من التعب والإرهاق المستمر.

تشير الإحصائيات إلى أن نحو ثلث البالغين في الولايات المتحدة لا يحصلون على قدر كافٍ من النوم، كما يعاني الكثير من كبار السن من مشاكل في النوم. يمكن أن تنجم اضطرابات النوم عن حالات صحية مزمنة تؤثر على جودة النوم.

وقالت الطبيبة ميشيل دريروب من مركز كليفلاند كلينك إن كبار السن لديهم أنماط نوم مختلفة، فهم غالبًا ما ينامون بشكل أخف ويستيقظون مبكرًا، لكنهم لا يزالون بحاجة إلى نفس كمية النوم، ولذلك قد يحتاجون لقيلولات نهارية لتعويض ذلك.

يساهم النوم الجيد في تحسين الذاكرة والمرونة الذهنية ووظائف الدماغ، وفي المقابل، فإن نقص النوم قد يزيد من أعراض الاكتئاب والصرع وارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي، كما يضعف جهاز المناعة.

تُظهر الدراسات أن قلة النوم قد تزيد من مخاطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني، كما ترتفع احتمالية الحوادث والسقوط. وفقًا لجامعة جونز هوبكنز، قد تؤدي ليلة واحدة بلا نوم إلى حالة ما قبل السكري، في حين أن ثلاث ليالٍ دون نوم يمكن أن تضر القلب.

أوضح البروفيسور مارك وو، أستاذ علم الأعصاب بجامعة جونز هوبكنز، أن النوم يؤثر على الصحة النفسية والقلبية والتمثيل الغذائي، ويُعد أساسيًا لصحة الدماغ. وأشار إلى أبحاثه التي تربط بين ضعف النوم وخطر الإصابة بمرض الزهايمر.

ينصح الخبراء باتباع روتين ثابت للنوم وممارسة الرياضة صباحًا لتنظيم الساعة البيولوجية. كما توصي مايو كلينك بالحفاظ على غرفة نوم هادئة وباردة، وإطفاء الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بمدة لا تقل عن 30 دقيقة، لأن الأضواء الساطعة تؤثر على الإيقاع اليومي للجسم.

أما أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب ماثيو ووكر، فيشير إلى ضرورة ضبط درجة حرارة الغرفة عند حوالي 18 درجة مئوية، ويحث على التقليل من تناول الكافيين بعد الظهيرة، والابتعاد عن النيكوتين نظرًا لتأثيره السلبي على النوم.

البحث