توصلت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، إلى اتفاقين منفصلين مع كل من أوكرانيا وروسيا لوقف الهجمات البحرية واستهداف المنشآت الحيوية للطاقة.
وهذان الاتفاقان يُعدان أول التزامات رسمية من الطرفين المتنازعين في الحرب التي اندلعت منذ شباط 2022، وقد تم التوصل إليهما بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني الماضي.
ويبدو أن ترامب يسعى جاهداً لتسريع إنهاء النزاع، وهو ما أثار قلقاً في كييف وبعض الدول الأوروبية.
وأفادت كل من روسيا وأوكرانيا بأنهما سيعتمدان على واشنطن لتنفيذ الاتفاقين. جرى التوصل إلى هذين الاتفاقين في السعودية بعد محادثات بدأها الرئيس الأميركي، وذلك عقب مكالمات هاتفية منفصلة أجراها ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في هذا السياق، أعلنت واشنطن وكييف، يوم الثلاثاء، نتائج المحادثات التي جرت بين خبراء من الجانبين في الرياض بين 23 و25 آذار 2025. وبحسب البيان الصادر عن البيت الأبيض، تم الاتفاق على ضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود، وحظر استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية. كما تم التأكيد على التزام الطرفين بتطوير آليات لتبادل الأسرى وإطلاق سراح المعتقلين المدنيين وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم قسراً.
كما شدد البيان على التزام الولايات المتحدة بمواصلة الجهود الدبلوماسية للوصول إلى تسوية سلمية دائمة للصراع، مع تأكيد ترامب على ضرورة توقف القتال من جميع الأطراف كخطوة أساسية نحو تحقيق السلام.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني زيلنسكي إن الاتفاقين سيدخلان حيز التنفيذ فوراً، مشيراً إلى أنه في حال انتهاك روسيا لهما، سيسعى لفرض عقوبات إضافية على موسكو وتزويد كييف بالمزيد من الأسلحة.
من جهته، أكد وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف أن كييف ستعتبر أي تحرك للسفن العسكرية الروسية خارج الجزء الشرقي للبحر الأسود بمثابة انتهاك وتهديد، مما يمنح أوكرانيا الحق الكامل في الدفاع عن نفسها. وأضاف “ليس لدينا ثقة بالروس، ولكننا سنظل بناءين في تعاملنا”.
أما الكرملين، فقد أوضح أن الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا يتضمن تعليق الهجمات على المنشآت الحيوية مثل مصافي النفط، أنابيب الغاز، المحطات النووية، مرافق تخزين الوقود، محطات الطاقة، والبنية التحتية الأخرى لمدة 30 يوماً، مع إمكانية تمديدها باتفاق مشترك بين الطرفين. وفي حال تم انتهاك أحد الطرفين للاتفاق، سيكون من حق الطرف الآخر التخلي عن التزامه.
في المقابل، نفى الرئيس الأوكراني زيلنسكي صحة ما ذكره الكرملين بشأن وجود شرط لرفع العقوبات، مؤكداً أن الاتفاق سيُنفذ دون أي ارتباط بتخفيف العقوبات على روسيا. واعتبر زيلنسكي أن هناك محاولات من الجانب الروسي لتشويه الاتفاقين والتلاعب بهما.
وفيما يتعلق بشبكة الطاقة، كانت روسيا قد استهدفتها مراراً بالطائرات والصواريخ، معتبرةً أن هذه الهجمات ضرورية لتعزيز قدرتها العسكرية، بينما قالت أوكرانيا إنها قامت باستهداف منشآت الطاقة الروسية التي تدعم المجهود الحربي الروسي.
وعلى صعيد الهدنة البحرية، فإن هذا الاتفاق يعكس أهمية كبرى، حيث أن روسيا كانت قد فرضت حصاراً على أوكرانيا في البحر الأسود، ما فاقم أزمة الغذاء العالمية، لكن كييف تمكنت من استئناف صادراتها بشكل جزئي، بعد أن انسحبت القوات الروسية من شرق البحر الأسود.
ويواصل الرئيس ترامب ضغوطه على الجانبين لتحقيق إنهاء سريع للحرب، وهو الهدف الذي وعد بتحقيقه خلال حملته الانتخابية.