مع استمرار الجيش الإسرائيلي في توسيع عملياته البرية داخل مدينة غزة، تعيش المدينة حالة دمار شبه كامل، في ظل تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي توعّد بـ”تدمير شامل” لغزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن فتح ممر مؤقت للانتقال من مدينة غزة إلى الجنوب عبر شارع صلاح الدين، في محاولة لتسهيل حركة النزوح، بينما يتواصل القصف العنيف بلا توقف.
يقول أحمد غزال، أحد سكان المدينة البالغ من العمر 25 عاماً والمقيم قرب ساحة الشوا: “القصف لم يهدأ على الإطلاق، والوضع يزداد خطورة”، مضيفاً: “في فجر يوم الثلاثاء، دوّى انفجار عنيف هزّ الأرض. استُهدف مربع سكني يضم منازل لعائلات عديدة، ودمّرت ثلاثة منازل بالكامل”.
وأضاف غزال بأسى: “معظم المنازل التي تم قصفها كانت مأهولة. كثير من المدنيين ما زالوا عالقين تحت الأنقاض ويصرخون طلباً للنجدة”.
وفي مشهد مأساوي آخر، قال أبو عبد زقوت، وهو أحد الأهالي: “انتشلنا أشلاء أطفال من تحت الركام، لم يبقَ منهم شيء”.
من جانبه، صرّح محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أن “القصف لا يزال مكثفاً على المدينة، وأعداد القتلى والجرحى في تصاعد مستمر”.
تصعيد ميداني واتهامات دولية
وأعلنت إسرائيل أمس الثلاثاء بدء “المرحلة الأساسية” من هجومها البري على غزة، مؤكدةً توسيع عملياتها والتقدم التدريجي نحو وسط المدينة.
في المقابل، وجّهت لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة اتهاماً غير مسبوق لإسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في القطاع، وهو أول اتهام من نوعه يصدر عن لجنة أممية منذ بدء الحرب في أعقاب هجوم حماس على مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في 7 أكتوبر 2023.
وقدّرت الأمم المتحدة مؤخراً أن نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها، فيما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى نزوح نحو 350 ألفاً منهم حتى الآن.
نزوح تحت النار
وشهد يوم أمس موجة نزوح جديدة لآلاف السكان من مدينة غزة باتجاه الجنوب، رغم استمرار القصف وعدم توفر مناطق آمنة، وفق شهادات عدد من المواطنين لقناة “العربية/الحدث”. في المقابل، لا يزال الآلاف داخل المدينة، رافضين مغادرتها نحو مصير مجهول.