زعم قراصنة إلكترونيون أنهم تمكنوا من اختراق أنظمة شركة “نافال غروب” الفرنسية المتخصصة في الصناعات الدفاعية البحرية، وقاموا بتسريب بيانات حساسة عبر الإنترنت، في خطوة قد تشكل تهديداً للأمن القومي الفرنسي إذا ما تأكدت صحتها.
المجموعة، التي تُعد من أبرز الشركات الدفاعية في أوروبا وتوظف أكثر من 15 ألف شخص، لم تصدر حتى الآن بياناً يؤكد أو ينفي صحة هذه الادعاءات. لكن بحسب موقع “Cybernews” المتخصص في الأمن السيبراني، فقد نشر القراصنة عينات من البيانات المسروقة على منتدى معروف لتسريبات البيانات، وتضمنت معلومات يعتقد الباحثون أنها حقيقية.
الاختراق المزعوم شمل، بحسب المهاجمين، الشفرة المصدرية لنظام إدارة القتال المستخدم في الغواصات والفرقاطات، إضافة إلى وثائق تقنية سرية، وبيانات شبكية، ومراسلات داخلية، وحتى وسائط مرئية يعود بعضها إلى عام 2003.
ويبدو أن الهدف من الهجوم ليس تجارياً، إذ لم يعرض القراصنة البيانات للبيع، بل سلكوا طريق الابتزاز بتهديد الشركة بنشر البيانات إذا لم تستجب لمطالبهم، التي لم يُكشف عنها حتى الآن.
وتشير تقارير “Cybernews” إلى أن حجم البيانات المسربة يصل إلى 13 غيغابايت، وأن عينات منها تم فحصها وتبدو حقيقية، ما يزيد من جدية التهديد. وتشمل البيانات أيضاً محتوى من أنظمة مراقبة على ما يُعتقد أنها غواصات.
ورغم ضخامة الحدث، حذّر الخبراء من الميل إلى المبالغة في تقدير حجم الضرر قبل تأكيد رسمي من الشركة. فقد دأب المخترقون في مثل هذه الحالات على تضخيم قيمة المعلومات المسروقة من أجل الضغط على الشركات المستهدفة.
يُذكر أن “نافال غروب” مملوكة جزئياً للدولة الفرنسية وشريكتها مجموعة “تاليس”، وتبلغ إيراداتها السنوية نحو 5 مليارات دولار، ما يجعلها من أهم دعائم الصناعة العسكرية الفرنسية.
وفي حال ثبتت صحة هذا الاختراق، فإن الأمر لا يهدد فقط أسرار الشركة بل يعرض قدرات الدفاع البحري الفرنسي لمخاطر غير مسبوقة، خاصة إذا تم الوصول فعلاً إلى أنظمة تشغيل السفن الحربية.
ويبقى الموقف الرسمي المنتظر من الشركة بمثابة العنصر الحاسم لتحديد مدى خطورة هذا الهجوم الإلكتروني، في وقت تزداد فيه وتيرة الهجمات السيبرانية ضد المؤسسات الدفاعية حول العالم.