تحولت الحديقة اليابانية في حلوان إلى محور لغز جديد بعدما اختفت رؤوس أربعة تماثيل رمزية من مجموعة تلاميذ “المعلم شيبة”، فيما تعرضت تماثيل أخرى لتلف جزئي، وفق ما وثّقته صحيفة “الدستور” المصرية. ويعكس هذا التطور مخاوف متزايدة لدى مرتادي الحديقة والمهتمين بالتراث، نظراً لقيمة التماثيل التي تعود إلى بدايات القرن العشرين.
وأظهر مقطع فيديو نُشر عبر الصحيفة اختفاء الرؤوس الأربعة بالكامل من التماثيل المنتشرة داخل الحديقة المصممة على الطراز الآسيوي. ويبلغ عدد تماثيل تلاميذ “المعلم شيبة” 48 تمثالاً، يتوسطهم تمثال المعلم أمام البحيرة الكبرى، حيث تجسّد هذه المجموعة مشاهد مستوحاة من الفلسفة البوذية التقليدية.
شهود عيان من زوار الحديقة أكدوا أن اختفاء الرؤوس ليس جديداً، بل يعود إلى فترة سابقة، من دون أي إعلان رسمي بشأن أسباب الحادثة أو خطط الترميم. كما أشاروا إلى تعرض بعض التماثيل الأخرى لتشوهات نتيجة العبث واللهو داخل الحديقة.
وتُعد الحديقة اليابانية، التي أنشأها المهندس المعماري ذو الفقار باشا عام 1919، من أبرز المعالم التراثية في القاهرة، إذ تمتد على مساحة تتجاوز 40 ألف متر مربع، وتضم جسوراً خشبية وبركاً مائية وتماثيل مستوحاة من الحضارات اليابانية والصينية مع عناصر فرعونية. وتستقبل الحديقة يومياً مئات الزوار الذين يرون فيها أحد أهم فضاءات القاهرة الخضراء.
وتثير واقعة السرقات والإتلاف مخاوف جدية من تدهور قيمة هذا الموقع التاريخي، في غياب إجراءات واضحة لحمايته أو خطط عاجلة لترميم تماثيله الرمزية.